الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
ماذا تعرف عن تغلغل الجماعات المتطرفة في أفريقيا؟المصدر: إرم نيوز
العالم

من الساحل إلى القرن الأفريقي.. "جماعات الموت" تلتهم القارة السمراء (إنفوغراف)

تشهد القارة الأفريقية خلال الأعوام الأخيرة تصاعدًا غير مسبوق في نشاط الجماعات الإرهابية، ما جعلها تتحول تدريجيًا إلى مركز ثقل جديد للحركات الجهادية العالمية بعد أفولها في الشرق الأوسط، ولاسيما بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" على مالي، يوم أمس.

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الهجمات الإرهابية في أفريقيا ارتفع عشرة أضعاف منذ عام 2009، فيما سجل عام 2024 وحده أكثر من 6,300 قتيل في 252 عملية إرهابية استهدفت 13 دولة، معظمها في منطقة الساحل.

الساحل.. بؤرة الإرهاب العالمي

تشير البيانات إلى أن 60% من هجمات الإرهاب في أفريقيا تتركز في منطقة الساحل، التي تضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهي دول تعاني هشاشة سياسية وانقلابات متكررة وتراجعًا اقتصاديًا حادًا. 

ووفق مؤشر الإرهاب العالمي، تمثل هذه المنطقة 51% من إجمالي ضحايا الإرهاب عالميًا بين عامي 2024 و2025، فيما جاءت بوركينا فاسو كأكثر الدول تضررًا بتسجيلها 1,532 وفاة خلال عام واحد.

أخبار ذات علاقة

قوات من الجيش النيجيري

الرئاسة النيجيرية: نرحب بمساعدة أمريكا لنا في مكافحة الإرهاب

من بين أكثر الدول الأفريقية تضررًا بالإرهاب أيضًا مالي، والنيجر، ونيجيريا، والصومال، والكونغو الديمقراطية، حيث تنشط فصائل تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش، إلى جانب جماعات محلية مثل بوكو حرام التي تواصل هجماتها حول بحيرة تشاد.

تُعد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، فرع القاعدة في الساحل، الأكثر نشاطًا بنسبة 60% من الهجمات في المنطقة، وقد كثّفت مؤخرًا عملياتها في باماكو عاصمة مالي، عبر قطع طرق إمداد الوقود ومهاجمة قوافل الجيش، ما أثار مخاوف من احتمال سيطرتها على الدولة بالكامل.

في المقابل، سجل تنظيم داعش في الصحراء الكبرى ارتفاعًا في عملياته بنسبة 94% في النيجر، بينما يواصل تعزيز وجوده في مناطق غرب أفريقيا منافسًا القاعدة على الموارد والمقاتلين.

 ويؤكد الخبراء أن الصراع بين التنظيمين لا يُضعفهما بالضرورة، بل يؤدي إلى توسّع رقعة الفوضى وارتفاع مستويات العنف.

عوامل التمدد والتجنيد

تتعدد الأسباب التي تغذي انتشار التطرف في القارة الأفريقية، إذ يعاني نحو 40% من سكان منطقة الساحل من الفقر المدقع، بينما تبلغ معدلات بطالة الشباب (15–29 عامًا) قرابة 30% في عدد من الدول. 

وزادت الأوضاع هشاشةً بفعل ستة انقلابات عسكرية منذ عام 2020، إلى جانب نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص نتيجة الصراعات والعنف المسلح.

أخبار ذات علاقة

قوة مشتركة لدول الساحل الأفريقي لمكافحة الإرهاب

الساحل الأفريقي.. تفعيل القوة العسكرية المشتركة لمكافحة الإرهاب

ويقول ويليام مايلز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن، إن "الجماعات المتطرفة وجدت في فراغ السلطة وضعف الدولة بيئة مثالية للتغلغل"، مشيرًا إلى أن "الشبكات المتطرفة نقلت مركز نشاطها من الشرق الأوسط إلى أفريقيا، حيث الحدود المفتوحة والرقابة الحكومية المحدودة".

وزاد الوضع سوءًا بانسحاب القوات الفرنسية من الساحل عام 2023، ما أنهى عقدًا من التعاون الأمني، فيما تراجع الدور الأمريكي في برامج مكافحة الإرهاب.

هذا الانسحاب، وفق الخبير الأمني ستيفن فلين، "خلق فراغًا سياسيًا وأمنيًا استغلته الجماعات المتطرفة لترسيخ نفوذها وتمويل أنشطتها عبر التهريب والفدية والابتزاز".

ويرى مراقبون أن الأنظمة العسكرية الجديدة في مالي والنيجر لجأت إلى روسيا بحثًا عن الدعم، لكن النتائج كانت محدودة، إذ لم تنجح موسكو حتى الآن في كبح هجمات القاعدة أو داعش، ما جعل المنطقة تغرق في حالة من الفوضى الأمنية.

تهديد يتجاوز القارة

يحذر الخبراء من أن منطقة الساحل تمثل الآن أكثر من نصف ضحايا الإرهاب في العالم، وأنها قد تتحول قريبًا إلى بؤرة الإرهاب العالمي الجديدة. 

أخبار ذات علاقة

مسيّرة "أكسونجور" تركية

بضربات ثقيلة ودقيقة.. النيجر تراهن على "أكسونجور" التركية لتصفية الإرهابيين

ويشيرون إلى أن استمرار الانهيار الأمني والاقتصادي في غرب أفريقيا قد يعيد إنتاج سيناريوهات مشابهة لما حدث في العراق وسوريا، عندما تحولت الجماعات المتطرفة من حركات هامشية إلى قوى تسيطر على الأرض وتدير مناطق كاملة.

وفي ظل غياب استراتيجية دولية متماسكة، تواصل التنظيمات الجهادية توسيع نفوذها في قارةٍ تملك مزيجًا مثاليًا من الفقر، والفراغ السياسي، والحدود السائبة، ما يجعلها أكثر مناطق العالم هشاشة أمام تمدد التطرف المسلح.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC