ربط تقرير لصحيفة "المونيتور" الأمريكية بين تعثر المفاوضات النووية، واستمرار الانقطاعات الكهربائية في إيران، موضحًا عجز طهران، مع حلول الصيف، عن تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، ما يدفع الحكومة إلى اتخاذ قرارات قاسية تطال منشآت صناعية كبرى.
وأشار التقرير إلى أن الصناعات الإيرانية تواجه خطر الانهيار، في ظل تعثر الشبكة الكهربائية وامتداد أمد المحادثات النووية.
وفي حين تهاجم القيادة الإيرانية تصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بشأن أزمة الطاقة في البلاد، أكدت وحدات صناعية رئيسة أنها على وشك الإفلاس الكامل بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي تفرضه الحكومة.
وبحسب الصحيفة، تخطط الحكومة الإيرانية لإغلاق عدد من الوحدات الصناعية الكبرى في وقت لاحق من يونيو/حزيران، لمدة لا تقل عن أسبوعين، تزامنًا مع موسم الصيف الذي يشكل ضغطًا هائلًا على شبكة كهرباء تعاني بالفعل اختلالات هيكلية.
ورغم اعتراف السلطات الإيرانية في الأشهر الأخيرة بوجود عجز متزايد في إمدادات الطاقة، وعزوه إلى عوامل متعددة كالإدارة السابقة وتضاؤل الموارد، دافع وزير الطاقة عباس علي آبادي عن عمليات الإغلاق المرتقبة، قائلًا إن القرار اتُخذ بشكل جماعي بين الهيئات الحكومية الرئيسة، بما فيها وزارات الداخلية والصناعة والنفط والطاقة، إلى جانب حكام الولايات.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإغلاقات ليست جديدة؛ فخلال العام الماضي، اضطرت شركات خاصة، من مزارع الدواجن إلى منشآت تجهيز الأغذية، إلى الإغلاق وإعلان الإفلاس؛ بسبب انقطاع الكهرباء وفشل الحكومة في توفير الدعم الكافي.
وعلى صعيد القطاع المنزلي، تسبب العجز المتفاقم في التيار الكهربائي بانقطاعات يومية وصلت إلى ساعتين في مدن كبرى، بما فيها العاصمة طهران، في حين حذّرت السلطات من أن المواطنين سيضطرون إلى الاستعداد لانقطاعات أطول خلال الأشهر المقبلة.
وتوقعت الصحيفة أن تتفاقم أزمة الكهرباء في إيران مع تجديد الرئيس الأمريكي، خلال خطابه في الرياض، تعهده بمواصلة سياسة "الضغط الأقصى" الرامية إلى خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر.
وترى الصحيفة أن تجاوز هذه الأزمة يعتمد بدرجة كبيرة على نتائج المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، والتي عُقدت منها 4 جولات حتى الآن.
ورغم الخطاب الإيجابي من الجانبين، لا تزال المفاوضات محاطة بالغموض، مع تزايد التساؤلات حول مسارها ومآلاتها.
وأكد المفاوضون من الطرفين استعدادهم لجولة خامسة، إلا أن موعدها ومكانها لم يُحددا بعد، في حين تبقى قضية تخصيب اليورانيوم نقطة الخلاف الأبرز، إذ تصر واشنطن على ضرورة تفكيكه بالكامل.
وأشارت الصحيفة إلى أن أزمة الكهرباء دفعت الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى تقديم اعتذارات متكررة في تصريحاته العلنية، فقد قال في خطاب ألقاه أمام مسؤولين محليين في مدينة كرمانشاه: "لن يطول الأمر قبل أن نعالج مشاكل المياه والكهرباء والغاز".
من جانبه، علّق ترامب على أزمة انقطاع الكهرباء في إيران قائلًا إن "عقودًا من الإهمال وسوء الإدارة في إيران تركت البلاد تعاني انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي تستمر ساعات يوميًا"، متهمًا السلطات الإيرانية و"مافيا المياه" بسرقة ثروات البلاد وتحويل الأراضي الزراعية الخضراء إلى صحارى قاحلة.