وجه عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، انتقادات للأوضاع الداخلية المتردية في البلاد، مؤكداً وجود "تناقض صارخ" بين الخطاب السياسي الرسمي والواقع المعيشي اليومي للمواطنين.
وقال أردستاني، في تصريحات نُشرت عبر وسائل إعلام محلية، اليوم الثلاثاء: "نُعلن أننا قوة إقليمية ونتفاوض مع الولايات المتحدة، لكن في الواقع، يعاني المواطن من انقطاعات الكهرباء، شحّ المياه، وسوء الإدارة".
وأشار إلى أن الأزمات الخدمية والمعيشية لا تنسجم مع صورة القوة التي تحاول إيران تصديرها على الصعيد الإقليمي والدولي، مطالباً بمراجعة الأولويات الحكومية والتركيز على تحسين الأوضاع الداخلية بدلاً من الانشغال بـ"المظاهر الدعائية" وفق تعبيره.
وأضاف: "بعد 47 عاماً على الثورة، من المُخجل أننا نفاوض أمريكا ونتحدى إسرائيل لكن نعاني من انقطاع الكهرباء وشح المياه وسوء الإدارة".
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، وسط تعثر المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، التي تلعب سلطنة عُمان دور الوسيط فيها، في ظل أزمات اقتصادية وخدمية متزايدة تشهدها البلاد.
ومن اليوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الكهرباء الإيرانية عن بدء القطع المبرمج لأحياء ومناطق العاصمة طهران بسبب ارتفاع الاستهلاك في ظل ارتفاع في درجات الحرارة.
وعلى صعيد المفاوضات رأى أردستاني أن الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة بات "قريباً جداً"، رغم إشارته إلى وجود تيارات متشددة داخل واشنطن تؤثر على قرارات الرئيس الأمريكي، وفق قوله.
وفي تصريحات أدلى بها لموقع "انتخاب"، أشار أردستاني إلى أن "إيران لديها إرادة واضحة لإنجاز التفاوض"، مؤكداً أن المعارضة من بعض الجهات الأمريكية، ومنها جماعات متطرفة أو شخصيات كمايك والتز (المستشار الأمريكي السابق للأمن القومي) وماركو روبيو (وزير الخارجية الأمريكي)، لم تمنع تقدم المفاوضات، وإن كانت تسببت في تأخيرها مؤقتاً".
ورأى أن ترامب "يتطلع للفوز بجائزة نوبل للسلام"، ويطمح إلى أن يسجل في تاريخه أنه "أول رئيس أمريكي يفتتح سفارة لبلاده في إيران"، وأنه لهذا يسعى لعقد اتفاق مع طهران يمنحه تفوقاً دبلوماسياً على سلفه باراك أوباما.
وأشار النائب الإيراني إلى أن طهران طرحت على الأمريكيين إمكانية تقديم ضمانات للاستثمار في القطاعات الاقتصادية، خاصة في قطاع الكهرباء، مقترحاً أن تسهم واشنطن في إنتاج 100 ألف ميغاواط من الكهرباء داخل إيران.