ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
أكد خبراء أن تهديد ميليشيا الحوثي بالحصار الجوي لإسرائيل "بروباغندا غير واقعية"، لتضخيم قدراتها العسكرية، مشيرين إلى عدم امتلاكها أدوات تنفيذ هذا النوع من التصعيد.
وعقب نجاح صاروخ الميليشيا الأخير في اختراق الدفاعات الإسرائيلية، وسقوطه في محيط مطار "بن غوريون" بتل أبيب، وتسببه في شلل للملاحة الجوية، أعلنت ميليشيا الحوثي، الأحد الماضي، "فرض حصار جوي شامل" على إسرائيل، عبر عمليات استهداف متكررة للمطارات، وعلى رأسها مطار "بن غوريون".
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن هذا "الحصار" يأتي ردًّا على "التصعيد الإسرائيلي بقرار توسيع العمليات العدوانية على غزة".
ودعا شركات الطيران العالمية إلى أخذ ما ورد في بيانه منذ ساعة نشره، بعين الاعتبار، وإلغاء كافة رحلاتها إلى مطارات إسرائيل، "حفاظًا على سلامة طائراتها وعملائها".
الباحث السياسي، يعقوب السفياني، وصف إعلان الحوثيين بـ"المستوى الجديد من مستويات التصعيد التي تنفذها الميليشيا، بإيعاز من راعيها الإقليمي في طهران".
وقال السفياني في حديثه لـ"إرم نيوز"، إنه رغم "مزاعم ارتباط هذه الخطوة ظاهريًّا كما يدعي الحوثيون، بمسألة توسيع العمليات الإسرائيلية في غزة والسيطرة على القطاع، فإن هذا التصعيد في مستويات أعمق، يرتبط بمآلات ما يجري الآن من مفاوضات أمريكية إيرانية، لا يمكن التنبؤ بمصيرها".
وبيّن أن ما يسميه الحوثيون بـ"الحصار الجوي الشامل"، رسالة ضغط إيرانية، تحاول من خلالها التأكيد أنها ما زالت تمتلك الكثير من الأدوات الفاعلة، ويمكنها فعل ما تريده في المنطقة من خلال الحوثيين، بعد تعرض أدواتها في لبنان والعراق وسوريا للضربات.
وبحسب السفياني، فإن الإعلان من الناحية العسكرية، يعتبر "غير منطقي وغير موضوعي، لأن الحوثيين لا يملكون القدرات الكافية لفرض حظر جوي على إسرائيل، ولكنهم قد يستهدفون طائرات من وإلى إسرائيل، وأعتقد أن هذا سيكون كارثيًّا على كل المستويات، لأن الأمر مختلف عن استهداف السفن".
ووصف المحلل العسكري، العميد عبدالرحمن الربيعي، إعلان الحوثيين، بـ"البروباغندا الساذجة، لأن الميليشيا ليست لديها الأدوات والإمكانيات التي تستطيع من خلالها فرض هذا التصعيد المزعوم".
وقال الربيعي في حديثه لـ"إرم نيوز": "إذا كانت الطائرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية تحلّق فوق اليمن وتضرب وتدمّر كل شيء، فإن الأحرى بالحوثيين منع هذه الطائرات أو التصدي لها، لا أن يعلنوا فرض حصار جوي على إسرائيل، دون وسائل لتحقيق ذلك" وفق تعبيره.
وأشار إلى أن الحوثيين "يوهمون البسطاء والسذّج بأنهم أصبحوا قوة عظمى، بينما يدفع الشعب اليمني ثمن هذه المغامرات غير المسؤولة، التي تجعل مقدرات البلد ومنشآته الاقتصادية عرضة لقصف متعدد الجنسيات".
ويقول محلل الشؤون الأمنية، عاصم المجاهد، إن أهداف الحوثيين من هذا الإعلان متعددة الأبعاد، وموجهة بشكل رمزي إلى الداخل والخارج، من خلال "تصدير صورة مضخّمة عن قدراتهم، وتأكيد حضورهم كطرف إقليمي فاعل في محور المقاومة على قدم المساواة مع إيران وحزب الله".
وأضاف: "أما بالنسبة للداخل، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجيتهم الدعائية الهادفة إلى رفع روح عناصرهم المعنوية وتعزيز الشرعية السياسية في بيئتهم".
وذكر المجاهد في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن البعد الآخر، هو محاولة لتوسيع الردع النفسي، "لأن الحوثيين يدركون أن الاختراق الصاروخي الأخير، له أثر رمزي كبير، ومن خلاله يسعون إلى ترسيخ فكرة قدرتهم على تهديد أمن إسرائيل رغم بعد المسافة؛ ما يفتح بابًا لردع قائم على الاحتمال أكثر من الفعل".
وأشار إلى أهداف أخرى متعلقة بـ"تثبيت موطئ قدم في معادلة الإقليم، والتأكيد أنهم لم يعودوا مجرد جماعة محلية يمنية، بل أصبحوا طرفًا في معادلة الردع الإقليمية، وأنه لا يمكن تجاهلهم من أي تسوية في المنطقة".
وكانت المقاتلات الإسرائيلية قد شنّت هجوما عنيفا مساء أمس الاثنين، دمّر أرصفة ميناء الحديدة وخزانات الوقود المتبقية فيه، وبعض مرافقه الحيوية، إضافة إلى التدمير الكلي لمصنع "إسمنت باجل"، شرقي المحافظة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ردا على هجومهم الصاروخي الأخير وعملياتهم العسكرية المتكررة على إسرائيل.