وجهت إيران رسالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، محذرة من أن أي مغامرة عسكرية من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل ستواجه برد "سريع متناسب ومشروع".
وجاء في الرسالة التي بعث بها مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، أن "التهديدات التي أطلقها نتنياهو ضد إيران، بالإضافة إلى تصريحات مماثلة من وزير الدفاع الأمريكي، تشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتعد تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين".
وأكدت الرسالة أن "طهران ترفض بشكل قاطع هذه الاتهامات والتهديدات، وتعتبرها استفزازية وتندرج ضمن محاولات يائسة لحرف الأنظار عن الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، والتدخلات العسكرية الأمريكية في اليمن".
وشدد إيرواني على أن "دعم إيران للقضية الفلسطينية ولشعوب المنطقة يأتي في إطار مواقفها المبدئية"، نافية أي صلة مباشرة مع الهجمات المنسوبة إلى ميليشيا أنصار الله في اليمن.
وأشار إيرواني إلى أن أي هجوم يستهدف سيادة إيران أو مصالحها الحيوية سيلقى رداً حازماً، داعياً مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وإدانة التصريحات والتهديدات الإسرائيلية والأمريكية، مؤكدا تمسك طهران بحقها في الدفاع المشروع عن النفس.
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده سترد على الهجمات التي تنفذها ميليشيا أنصار الله "الحوثيين" في اليمن عبر استهداف "داعميهم في إيران"، وذلك عقب إطلاق الميليشيا صاروخاً سقط قرب مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، يوم الأحد.
وفي أول رد رسمي، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية هذه التهديدات وتكرار الاتهامات بضلوع إيران في دعم العمليات الحوثية بأنها "إهانة لشعب اليمن المظلوم والمقاوم"، معتبرة أن إلصاق مثل هذه الأفعال بشعب شجاع يقاوم من أجل الدفاع عن نفسه ودعم فلسطين هو تحريف متعمد للواقع.
يأتي هذا التصعيد في وقت تتنامى فيه التوترات الإقليمية بسبب الحرب في غزة، فقد أعلنت ميليشيا الحوثي مراراً أن هجماتها على إسرائيل تأتي تضامناً مع الشعب الفلسطيني.