شي لزعيم كوريا الشمالية: بكين راغبة في تعزيز التواصل الاستراتيجي مع بيونغ يانغ
قال خبراء سياسيون فرنسيون إن الخلاف المستعر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك يهدد بإحداث "هزة عنيفة" في مستقبل القطاع الفضائي الأمريكي، الذي بات يعتمد بشكل شبه كامل على شركة "سبيس إكس" التي يمتلكها ماسك.
وفي الوقت الذي تزداد فيه رهانات الأمن القومي الأمريكي على قدرات "سبيس إكس" لإطلاق الأقمار الصناعية وتشغيل المركبات المأهولة، يلوح في الأفق احتمال أن تتحول الحرب الكلامية بين الرجلين إلى قطيعة فعلية، من شأنها أن تربك خطط وكالة "ناسا" ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، وتهدد تفوق واشنطن الفضائي في مواجهة الصين وروسيا.
وأصبح الاعتماد الأمريكي شبه الكامل على شركة "سبيس إكس" بقيادة إيلون ماسك أكثر من مجرد شراكة تكنولوجية، بل ركيزة إستراتيجية للأمن القومي.
واستحوذت شركة "سبيس إكس"، في العام 2024، على أكثر من 95% من المهام الفضائية الأمريكية، لا سيما تلك المتعلقة بالأقمار الصناعية ذات الطابع الأمني، في سيطرة غير مسبوقة في تاريخ الفضاء الأمريكي، جعلت من "سبيس إكس" لاعبًا لا غنى عنه لوكالة "ناسا" ووزارة الدفاع الأمريكية على حد سواء.
وبينما اندلع صدام علني بين ترامب وماسك عبر منصته الاجتماعية "إكس"، عاد الطرفان سريعًا إلى لغة التهدئة، وكأنهما يدركان أن القطيعة الكاملة قد تكون كارثية لكليهما.
وقال أحد المراقبين الفرنسيين: "الفضاء اليوم ليس مجرد مجال علمي، بل هو مسرح نفوذ سياسي وعسكري حاد"، بحسب صحيفة لوفيغارو الفرنسية.
من جانبه، أكد المستشار الصناعي في شركة "نوفاسبيس" الفرنسية، ماكسيم بوتو، أنه "فيما يتعلق بالولوج إلى الفضاء، والرحلات المأهولة، وكوكبات الأقمار الصناعية، والعودة إلى القمر، ولاحقًا إلى المريخ، فإن كلاً من وكالة ناسا والبنتاغون يعتمدان بشكل شبه كامل على شركة سبيس إكس".
ولا تتوافر حتى الآن أي بدائل عملية لـ"سبيس إكس"، خاصة فيما يتعلق بمركبة "كرو دراغون"، التي تُعد، حاليًا، المركبة المأهولة الوحيدة الموثوقة للرحلات إلى محطة الفضاء الدولية.
في عام واحد فقط، أطلقت "سبيس إكس" أكثر من 134 صاروخًا من طرازي "فالكون 9" و"فالكون هيفي"، في وقت ما زالت فيه الشركات الأمريكية الأخرى تتأرجح بين التأخير الفني والتحديات التمويلية.
في هذا السياق، قال الباحث السياسي الفرنسي جيروم ديفوس، من معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (IRIS) في باريس، لـ"إرم نيوز" إن العلاقة بين ترامب وماسك تتجاوز مجرد التوترات الشخصية.
وأضاف أنه "إذا قرر ترامب إلغاء أو تجميد بعض عقود الفضاء الممنوحة لماسك، فقد يعطّل بشكل مباشر برامج أمنية حيوية للولايات المتحدة، الأمر لا يتعلق فقط بناسا، بل بنظام الدفاع الفضائي الأمريكي بأكمله".
وتابع ديفوس "إن انكشاف واشنطن أمام شركة خاصة مثل سبيس إكس يفتح الباب أمام أوروبا لتعزيز استقلالها الإستراتيجي في مجال الفضاء، لكن هذا يتطلب استثمارات ضخمة، وتسريعًا في مشاريع مثل Ariane 6، وهو ما لم يتحقق بعد".
وأعتبرت الباحثة المتخصصة في الشؤون الأمريكية في جامعة السوربون، إيزابيل مارتينو، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الاعتماد على شركة واحدة يشكّل نقطة ضعف هيكلية.
وأكدت مارتينو أن"واشنطن وضعت نفسها في موقع هش حين جعلت الفضاء رهينة لإرادة رجل واحد، ماسك هو رجل أعمال، وقد يبدّل تحالفاته أو أولوياته بسهولة؛ وهذا ما يقلق صانعي القرار الأوروبيين كذلك، ممن يراقبون هذا المشهد بتوجس شديد".
