يرى تحليل لشبكة "سي إن إن" أن الخلاف بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وملياردير التكنولوجيا، إيلون ماسك، كان يمكن أن ينتهي بعد ساعات من بدئه يوم الخميس.
لكن الخلاف الشخصي سرعان ما تحول إلى صراع محتمل على السلطة، بحسب "سي إن إن"، عندما لم يكتفِ ماسك بانتقاد ترامب أو مشروع قانون أجندته الذي يحاول الجمهوريون سنّه، بل تحدث عن إزاحة الجمهوريين الذين صوّتوا لصالح هذا "العمل البغيض المثير للاشمئزاز".
كما فكّر ماسك في تشكيل حزب ثالث، مشيراً إلى أن ترامب بحاجة إليه، ومدعياً أن الرئيس الأمريكي كان سيخسر في عام 2024 لولا دعمه، كما كرر الطرح القائل بأن الأمريكيين سيضطرون للاختيار بينه وبين ترامب، وكلها مؤشرات على أن الخلاف ذاهب إلى صراع على السلطة.
وافترض تحليل "سي إن إن" أن الخلاف بين ملياردير التكنولوجيا والرئيس الأمريكي سيستمر إلى أجل غير مسمى، متسائلاً من سيكسب الحرب حينها: ماسك أم ترامب؟
تقول الشبكة الإخبارية "لا شك أن الغالبية العظمى من أصحاب النفوذ في الحزب الجمهوري، لو أُجبروا على الاختيار، سيختارون ترامب، لكن الأمر ليس بهذه البساطة".
بعد ساعات من الصمت اللافت للنظر يوم الخميس، انحاز نائب الرئيس جيه دي فانس في النهاية إلى جانب ترامب، وإن لم ينتقد ماسك.
وبدا أن حلفاء ترامب الآخرين، غير المعجبين بماسك ونفوذه، انتهزوا الفرصة لمحاولة نبذه، في حالة ستيف بانون، حرفيًا إلى حد ما، حيث اقترح على ترامب ترحيل ماسك، المولود في جنوب إفريقيا، والذي أصبح الآن مواطناً أمريكياً.
ويُعتبر ماسك، وهو الآن أغنى رجل في العالم، وافداً جديداً نسبياً على الساحة السياسية، إذ لم ينضم فعلياً إلى الحركة المحافظة إلا قبل أقل من عام.
وعلى النقيض من ذلك، غالباً ما يبدو أن ترامب يتمتع بنفوذ أشبه بالطائفة على جانبه السياسي، مما يُحوّل الحزب الجمهوري إلى حزب يُوليه الولاء أكثر من أي مجموعة مُثل أو مبادئ مُحددة.
في المقابل، لا يزال ماسك يحتفظ بنفوذ حقيقي، ما يعني أن استمرار الخلاف سيجبر الجمهوريين على مراعاة بعض الديناميكيات المضطربة.
تأثرت شعبية ماسك بشكل واضح مع تزايد النقد ضد وزارة كفاءة الحكومة التي كان يقودها، لكنه ليس تراجعاً كبيراً، بحسب "سي إن إن" إذ تتفوق مكانته على معظم الجمهوريين باستثناء ترامب أو فانس.
وأظهر استطلاع رأي أجرته رويترز/إبسوس في أبريل أن 54% من الجمهوريين لديهم رأي "إيجابي للغاية" عن ترامب، و50% قالوا الشيء نفسه عن نائبه. لكن ماسك لم يكن بعيدًا عنه، حيث بلغت نسبة مؤيديه 43%.
كان متقدماً بفارق كبير على شخصيات أخرى في إدارة ترامب، مثل وزير الدفاع بيت هيغسيث (33%) ومستشار الأمن القومي آنذاك مايكل والتز (18%).
لكن هذا كله كان قبل الخلاف مع ترامب، فمن المرجح أن تنهار شعبية ماسك بين الجمهوريين، خلال الفترة القادمة بحسب "سي إن إن".
أما قدرة ماسك على التماسك، فهي ستكون بحسب "سي إن إن" عائدة إلى نفوذ الملياردير الهائل من خلال ثروته الشخصية وملكيته لمنصة التواصل الاجتماعي الأبرز سياسيًا، وهي منصة إكس.
واستغل ماسك سيطرته على سياسات وخوارزميات إدارة "إكس" لتعزيز منشوراته، وفي بعض الأحيان لإسكات منتقديه، كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس.
وأثبت استعداده وقدرته على نشر نظريات لا أساس لها من الصحة حول خصومه السياسيين، كما فعل يوم الخميس بمنشوراته التي تربط ترامب بجيفري إبستين.
وإضافة إلى ذلك، الثروة التي أثبت ماسك استعداده المتزايد لاستغلالها في السياسة، ووعده بأن يكون قوة مؤثرة لعقود قادمة، لن يكون من السهل التبرؤ منه، كما لن تكون النتيجة النهائية لحربه مع ترامب محسومة الآن.