رجّح تقرير لصحيفة "المونيتور" الأمريكية أن يكون عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقدّم للرئيس دونالد ترامب للمساعدة بشأن الاتفاق مع إيران مشروطًا.
وبحسب الصحيفة، تطوّعت روسيا، في الوقت الذي تدرس فيه إيران الاقتراح الأمريكي للتوصل إلى اتفاق نووي، لتأدية دور في تسهيل المحادثات المستقبلية بين واشنطن وطهران.
وفي حين وصلت المحادثات النووية إلى طريق مسدود، وبينما يدرس الرئيس ترامب مساعدة روسيا في التوسط للتوصل إلى اتفاق مع حليفته إيران، فإن تدخل موسكو، الموقّعة على الاتفاق النووي لعام 2015 الذي يسعى ترامب إلى استبداله، مستبعد دون وعد بالحصول على شيء في المقابل.
وأضافت الصحيفة أن عرض بوتين الواضح للمساعدة يأتي وسط تزايد نفاد صبر ترامب تجاه الإيرانيين، الذين اتهمهم في منشور على منصته "تروث" بـ"البطء" في التقدم نحو اتفاق نووي؛ حيث انقضت مهلة الشهرين التي فرضها ترامب في مارس/آذار للتوصل إلى اتفاق نووي جديد دون سابق إنذار.
وأشارت "المونيتور" إلى أن روسيا ليست غريبة على البرنامج النووي الإيراني المتسارع؛ فبموجب اتفاقية ثنائية أُبرمت عام 2005، تستورد إيران اليورانيوم منخفض التخصيب من روسيا لتشغيل محطة بوشهر النووية في جنوب غرب البلاد، بشرط إعادة الوقود المستنفد إلى روسيا لإعادة معالجته.
وبصفتها عضوًا في مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا، أدّت روسيا دورًا محوريًا في المحادثات التي أفضت إلى خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015؛ حيث ألزمت الخطة، للحد من خطر تراكم إيران لمواد كافية لصنع سلاح نووي، إيران بخفض مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب من أكثر من 10 آلاف كيلوغرام إلى 300 كيلوغرام؛ وقد شُحن جزء كبير من المخزونات الفائضة إلى روسيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الروس خططوا أيضًا لتحويل منشأة فوردو المحصّنة بشدة في إيران إلى مركز أبحاث للنظائر الطبية، لكن الخطة فشلت في تحقيقها بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2018 واستئناف إيران للتخصيب.
وتابعت الصحيفة أنه رغم خمس جولات من المفاوضات، لا تزال إيران والولايات المتحدة منقسمتين بشدة حول قضية تخصيب اليورانيوم؛ حيث تدرس إيران حاليًا ردها على الاقتراح الأمريكي المقدم مؤخرًا للتوصل إلى اتفاق مؤقت، يسمح لإيران بالتخصيب بمستويات منخفضة، إلى حين التوصل إلى اتفاق دائم يتيح لها الحصول على الوقود النووي لمحطات الطاقة.
وفي حين تُخصّب إيران حاليًا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة لا تُستخدم للأغراض المدنية، وأقل من الحد الأدنى المطلوب لصنع الأسلحة، يُصرّ الإيرانيون على أن برنامجهم النووي مُخصّص للأغراض السلمية فقط، وأن تخصيب اليورانيوم أمرٌ غير قابل للتفاوض.
وأردفت الصحيفة أن إيران وروسيا عززتا علاقاتهما الدفاعية منذ توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة، بدءًا بتدخلاتهما في الحرب الأهلية السورية إلى جانب بشار الأسد.
