وزير الإعلام اللبناني: مجلس الوزراء قرر الإبقاء على مضمون خطة الجيش لحصر السلاح ومداولاتها سرية
نجح اليمين المتطرف، وسط أزمات عالمية متفاقمة، في تحويل الغضب الشعبي إلى سلاح سياسي فعّال، يغذّي خطابًا تبسيطيًا يُحمّل "الآخر" مسؤولية كل شيء، من مهاجرين إلى قضاة ومسؤولين، دون تقديم حلول حقيقية.
ويأتي هذا التوظيف للغضب في سياق عالمي تتشابك فيه الأزمات، من الحروب والتغير المناخي إلى التفاوت الاجتماعي وتراجع الثقة في المؤسسات الديمقراطية، ما جعل الغضب يبرز كقوة دافعة في المشهد السياسي، لا سيما في خطاب وسياسات اليمين المتطرف.
فمن دونالد ترامب في الولايات المتحدة إلى مارين لوبان في فرنسا، أصبح الغضب وقودًا انتخابيًا يُستخدم لتعبئة الناخبين وتحقيق مكاسب سياسية، حتى وإن كان ذلك على حساب مصالحهم الفعلية.
وكتب المحلل السياسي فيليب برنار في تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية أن هذا التحول لم يكن لحظة عابرة، بل تطورًا تدريجيًا امتد على مدار عقدين.
وأوضح أن الغضب، الذي كان يومًا ما محرّكًا لثورات التغيير الاجتماعي، بات اليوم أداة يُعاد تشكيلها لخدمة أجندات شعبوية، حيث تُقدَّم تفسيرات مبسطة لقضايا معقدة، ويُلقى اللوم على "الآخر" – سواء كان مهاجرًا، أم قاضيًا، أم مسؤولًا أوروبيًا – من دون تقديم حلول حقيقية.
ويشير التقرير إلى أنه في الولايات المتحدة، استطاع ترامب استمالة قطاعات واسعة من الطبقات الشعبية، رغم أنه ملياردير نفّذ سياسات ضريبية تصبّ في مصلحة الأغنياء.
وفي فرنسا، يتصدّر حزب "التجمّع الوطني" اليميني المتطرف استطلاعات الرأي بين أوساط العمال، رغم محدودية برنامجه وافتقاره إلى إجابات واقعية على التحديات الاجتماعية والاقتصادية.
بدورها، ترى الكاتبة وعالمة الاجتماع إيفا إيلووز، في كتابها الحداثة المتفجرة، أن "الغضب هو العاطفة السلبية الأكثر تأثيرًا في توجيه التصويت الشعبوي"، إذ يرسّخ لدى الناخبين شعورًا بالظلم يحوّل الواقع إلى قصة ضحية وجلّاد.
ومع توسّع الشعور بالامتعاض، تتكاثر فئات "الضحايا" في المجال العام، ويتحوّل الحوار السياسي إلى تبادل للاتهامات بدلًا من البحث عن حلول.
وأضافت الصحيفة أن هذه "الآلة الجهنمية للامتعاض"، كما وصفها أحد الخبراء، تجد في وسائل التواصل الاجتماعي بيئة مثالية لتغذيتها، حيث تنتشر المحتويات الغاضبة أسرع بخمس مرات من تلك التي تثير مشاعر إيجابية، وفقًا لدراسات أوردها المؤرخ ديفيد كولون في كتابه حرب المعلومات.
وتبرز في مواجهة هذا الواقع دعوات لإعادة توجيه الغضب نحو الأمل والعمل السياسي البنّاء، ففي خطاب له عقب فوزه في الانتخابات التشريعية عام 2024، دعا النائب اليساري الفرنسي فرانسوا روفان إلى "تحويل الغضب إلى أمل".
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن هذه الدعوة لا تكتفي برفض خطاب الكراهية، بل تسعى إلى استعادة المعنى الديمقراطي للنقاش، وتحويل المشاعر الجماعية إلى طاقة تغيير حقيقية.