إعلام سوري: انفجار سيارة في حلب وأنباء عن سقوط قتلى ومصابين
فقدت فرنسا آخر قلاع نفوذها الاقتصادي في النيجر عقب تأميم المجلس العسكري الحاكم في نيامي فرع شركة اليورانيوم الفرنسية العملاقة، المتواجد هناك منذ ما يزيد على نصف قرن.
وأثارت خطوة النيجر الجديدة لإخراج فرنسا من البلاد تساؤلات عن مصير 1300 طن من "الكعكة الصفراء" (شكل مركّز من خام اليورانيوم).
واعتمدت حكومة نيامي مشروع مرسوم في اجتماع وزاري، يهدف إلى تأميم منجم "سوماير" التابع لشركة "أورانو" التي تُشغّل منجم اليورانيوم الوحيد النشط في البلاد، والذي تملك شركة "أريفا" السابقة 63.4% منه.
وفسّر التلفزيون الوطني النيجري قرار السلطات بالقول: "في مواجهة السلوك غير المسؤول وغير القانوني وغير النزيه لشركة أورانو، المملوكة للدولة الفرنسية، وهي دولة تُعلن عداءها للنيجر، قررت الدولة، بكامل سيادتها تأميم منجم سوماير".
وردت شركة "أورانو" الفرنسية المتواجدة في شمال النيج، منذ العام 1971، بقوة على تأميم "سوماير"، من قبل المجلس العسكري الحاكم في نيامي، قائلة، إنها "تقف ضد سياسة الاستيلاء على الأصول التعدينية، في انتهاك للاتفاقيات بين المجموعة ودولة النيجر"، وتشير إلى أنها "تعتزم المطالبة بالتعويض عن جميع خسائرها، وتأكيد حقوقها في مخزون سوماير".
وحتى الآن، لا يزال أكثر من 1300 طن من اليورانيوم، تُقدر قيمتها بنحو 250 مليون يورو، مُخزّنة في مواقع سوماير، التي بدأت تعدين اليورانيوم في شمال النيجر قبل نحو 55 عامًا.
ودفع هذا المخزون شركة أورانو إلى توضيح احتفاظها "بحق اتخاذ أي إجراء إضافي ضروري، بما في ذلك الإجراءات الجنائية ضد أطراف ثالثة، في حالة اتخاذ إجراءات استباقية".
وأشار الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية، أومو مكجي لمساعي النيجر إلى إحياء تعدين اليورانيوم لتعزيز اقتصادها بعيداً عن فرنسا المتهمة باستنزاف الموارد الطبيعية للبلاد.
وأكد أن قرار تأميم الشركة ليس مجرد تغيير في الملكية، بل يعكس رغبةً واضحةً في جعل استغلالها مشروطاً بشراكات تُعد أكثر إنصافاً.
وقال الباحث في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن اليورانيوم يمثل جزءاً كبيراً من الإيرادات، ويحتفظ بثقل رمزي وجيوسياسي قوي، ويعد عنصراً أساساً في إمداد محطات الطاقة النووية الفرنسية بالطاقة، مما يمنح سيطرته نطاقًا يتجاوز حدود النيجر.
وأضاف: سيُمهّد هذا الاستحواذ الطريق لتحالفات جديدة، لا سيما مع دول أو شركات تُعد أكثر احتراماً للسيادة الوطنية، وفقاً للنيجر.
وذكر أنه باستعادة النيجر الإدارة الكاملة لسوماير، تُرسل رسالة واضحة بأنه "لن يتم استغلال مواردها بعد الآن دون موافقتها الكاملة، ولا خارج نطاق التوجيهات التي وضعها قادتها الحاليون".
وتنتقد نيامي شركة أورانو لعدم التزامها بقواعد التقاسم المنصوص عليها في الاتفاقية، ولتصديرها أكثر من حصتها.
ومن نقاط الخلاف الأخرى، توقف العمليات منذ يوليو/ تموز 2023، وترحيل الرعايا الفرنسيين من الشركة دون إشعار، وفصل نظام تكنولوجيا المعلومات الخاص بشركة سوماير عن الشبكة العالمية للمجموعة.
ومع تسريع فرنسا إحياء برنامجها النووي، فإن البديل الرئيس لها، حالياً، سيكون في الاعتماد على كازاخستان.
وخلّف القرار النيجري سؤالاً رئيساً حول مصير 1300 طن من اليورانيوم تقع الآن تحت مسؤولية النيجر، لمن ستُباع؟ وهل ستجد النيجر شريكا جديداً؟
ومع اقتراب نيامي من موسكو، منذ انقلاب 26 يوليو/ تموز 2023، على الرئيس محمد بازوم، يتوقع خبراء أن تكون روسيا أو كندا أو الصين البديل المحتمل.
وفي السياق، ووفقًا لمعلومات نشرتها وكالة "إيكوفين" الفرنسية، تُجري شركة غلوبال أتوميك الكندية مناقشات متقدمة مع بنك تنمية أمريكي لتطوير منجم داسا في النيجر.
وتهدف الشركة إلى تأمين تمويل بقيمة 295 مليون دولار أمريكي لتغطية جزء كبير من تكاليف تطوير المنجم المُستقبلي. ويُمثل هذا المبلغ حوالي 60% من إجمالي التمويل اللازم للمشروع.
وتخطط الشركة لاستخراج ما يقارب 68.1 مليون رطل من اليورانيوم هناك على مدى 23 عاماً. وإذا سارت الأمور وفقاً للخطة، فقد يبدأ الإنتاج في وقتٍ مبكر من عام 2026، مُمثلًا بذلك مرحلةً جديدةً في تاريخ التعدين في البلاد.
