logo
العالم

عبر المشاعر المعادية للغرب.. طهران تتغلغل في إفريقيا

عبر المشاعر المعادية للغرب.. طهران تتغلغل في إفريقيا
صورة أرشيفية لاجتماع سابق بين إيران والنيجرالمصدر: (أ ف ب)
11 مايو 2025، 2:00 م

تُكثف طهران نشاطها المريب في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، في محاولة لخلق منطقة نفوذ جديدة، حيث وقعت مذكرة تفاهم أمنية مع نيامي، بحجة مواجهة انعدام الأمن ومكافحة التطرف والجريمة العابرة للحدود والإتجار بالمخدرات.

واستقبل وزير الداخلية والأمن العام والإدارة الإقليمية في النيجر، الجنرال محمد تومبا، وفدًا إيرانيًا رفيع المستوى برئاسة قائد قوات الأمن الإيراني، العميد أحمد رضا رادان، حيث عرض عليه المسؤول النيجري "التحديات الهائلة التي تواجهها نيامي منذ الانقلاب في 26 يوليو/ تموز 2023.

وتشمل مذكرة التفاهم تدريب القوات النيجرية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز القدرات العملياتية.

وناقشت الجلسات، النادرة من نوعها في المجال الأمني، قضايا حساسة مثل الإتجار بالمخدرات، والجرائم الخطيرة، وأمن الحدود، وهي من التحديات التي تعاني منها منطقة الساحل وخارجها.

أخبار ذات علاقة

علم النيجر خلال احتجاج ضد فرنسا

النيجر تبحث عن صفقات اقتصادية جديدة.. وثرواتها تسيل لعاب 3 دول

استغلال المشاعر

وقال المحلل السياسي النيجري تيام صاولي، إن نيامي تعيد تشكيل تحالفاتها بعد الانسحاب القسري للقوى الغربية من البلاد، وإن إيران استغلت هذا التوجه المعادي للوجود العسكري الأجنبي، المنتشر بشكل متزايد في إفريقيا، لتكثيف نشاطها الدبلوماسي والاقتصادي والديني.

وأكد صاولي، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن التغلغل الإيراني أخطر مما يبدو، عبر شبكة واسعة من المؤسسات والهياكل، والحركات السياسية والدينية المحلية التي تعمل كوسطاء لطهران، مستهدفة بناء منطقة نفوذ جديدة في إفريقيا، خصوصًا في النيجر ومالي وبوركينا فاسو ونيجيريا.

ويرى صاولي أنه "في ظل موجة التقارب بين إيران ودول الساحل، تسعى طهران لاستثمار المشاعر المعادية للغرب"، ففي العام الماضي، زار رئيس الوزراء النيجري علي مهمان لامين زين طهران، وبعد وقت قصير من تلك الزيارة، ألغت النيجر اتفاقياتها العسكرية مع الولايات المتحدة، القوة الأجنبية الأخيرة التي كانت تملك قواعد عسكرية هناك بعد انسحاب القوات الفرنسية.

وأضاف: "كان الوزير النيجري قد اتهم واشنطن بتهديد بلاده بفرض عقوبات في حال التوصل إلى اتفاق لبيع اليورانيوم لإيران، مؤكدًا أنه لم يتم التوقيع على أي شيء رسمي".

صفقة مشبوهة

وأشار صاولي إلى أنه "جرى بحث إمكانية تسليم أكثر من 300 طن من "الكعكة الصفراء، وهي شكل مركز من اليورانيوم، إلى إيران، مقابل حصول النيجر على طائرات مقاتلة بدون طيار".

وأوضح أن "هناك حاليًا أكثر من ألف طن من هذه المادة غير قابلة للتصدير، منتَجة من قبل شركة سومير التابعة للمجموعة الفرنسية أورانو، التي تمر علاقاتها مع نيامي بمرحلة توتر شديد في الأسابيع الأخيرة".

أخبار ذات علاقة

قوة مشتركة لدول الساحل الأفريقي لمكافحة الإرهاب

بيانات عالمية تدق ناقوس الخطر.. هل باتت أفريقيا ملاذا للإرهاب؟

غطاء الدين والإغاثة

من جانبه، يرى الخبير الجيوسياسي، عبد الحميد مامادو، أن النشاط الإيراني في القارة الإفريقية لا يقتصر على زيارات الوفود الإيرانية، بل يشمل أيضًا جولات القادة الأفارقة إلى طهران، مثل زيارة رئيس وزراء النيجر في يناير/ كانون الثاني 2024، ووزير خارجية بوركينا فاسو في سبتمبر/ أيلول 2023.

وأوضح أن طهران تستغل تراجع النفوذ الفرنسي وتصدع تحالفاته في الساحل للتقارب مع حكومات المنطقة، مغريةً إياها بعقد اتفاقيات أمنية وتسليم طائرات مسيّرة ضمن ما يُعرف بـ "التحالف الثلاثي".

جنود فرنسيون في أفريقيا

أرض خصبة

وأضاف مامادو: "تتمتع هذه الدول بميزة مزدوجة، تتمثل في وجود أغلبية سكانية مسلمة، وفي عزلتها الدبلوماسية بعد سلسلة الانقلابات الأخيرة، ما يجعلها أرضًا خصبة للنفوذ الإيراني".

وكشف الخبير عن أدوات ناعمة توظفها إيران لاختراق المجتمعات الإسلامية في إفريقيا، مشيرًا إلى أن طهران تدير أكثر من 100 مركز إسلامي ومدرسة ومسجد في أكثر من 30 دولة إفريقية.

وختم حديثه لـ "إرم نيوز" بالقول: "تستخدم طهران منظماتها الخيرية، مثل الهلال الأحمر الإيراني ولجنة إغاثة الإمام الخميني، لتقديم خدمات اجتماعية وصحية مجانية، ما يجعل المجتمعات الفقيرة عرضة للتأثير الشيعي الإيراني تحت غطاء العمل الإنساني".

أخبار ذات علاقة

انفجار ميناء رجائي

"مؤسسة خيرية بنشاطات مشبوهة".. تفاصيل صادمة حول ملكية ميناء رجائي الإيراني

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC