رأى باحثون سياسيون فرنسيون، أن الأجواء المشحونة في بوركينا فاسو بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد المجلس العسكري الحاكم تكشف عن "توترات خطيرة" داخل البلاد.
وقال الباحث الفرنسي جان-باتيست غالوبان، إن "التوترات الحالية داخل الجيش البوركيني تعكس أزمة أعمق تهدد الاستقرار الداخلي للأنظمة العسكرية في غرب أفريقيا".
وأوضح غالوبان لـ"إرم نيوز"، أن "الانقسامات داخل القوات المسلحة تشل قدرة الحكومات على مواجهة التهديدات الإرهابية، وتفتح الباب أمام تدخلات أجنبية واستقطاب سياسي خطير".
بدوره، قال الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية تييري فيركولون، إن "السلطات العسكرية في بوركينا فاسو تحاول استغلال الخطاب المعادي للغرب لتعزيز قاعدتها الشعبية".
وأضاف فيركولون لـ"إرم نيوز"، أن "الخلافات المتزايدة داخل الجيش تضعف هذا الخطاب وتجعل النظام عرضة لمزيد من محاولات الانقلاب والانهيار الأمني في مواجهة الجماعات الإرهابية".
وبعد أسبوع على الإعلان عن إحباط محاولة انقلابية ضد المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو، لا تزال الأجواء متوترة بشدة في العاصمة واغادوغو، خصوصًا داخل صفوف القوات المسلحة.
ورأى مراقبون، أن "الهدوء الظاهري يخفي انقسامات عميقة داخل القيادة العسكرية بشأن إدارة العمليات ضد الجماعات الإرهابية".
ورصدت مصادر محلية تحركات غير معتادة حول قصر موغو نابا، الزعيم التقليدي الأعلى لمجموعة الموسي، الذي يتمتع بدور محوري كوسيط خلال الأزمات السياسية في البلاد.
وأفاد شهود عيان بمشاهدة رجال يرتدون الزي العسكري، وزوجات عسكريين ومدنيين مختطفين يترددون على المكان.
وامتدت مظاهر التوتر إلى القصر الرئاسي يوم الخميس، أثناء انعقاد مجلس الوزراء وسط إجراءات أمنية استثنائية، حيث شوهدت كلاب بوليسية تمشط المنطقة، فيما حلقت مروحيات عسكرية فوق القصر أكثر من مرة.
وفي مشهد غير معتاد آخر، أفاد سكان محليون يوم الأحد، بأن مدرعتين عسكريتين تمركزتا أمام معسكر الجنرال بابا سي، جنوبي العاصمة، في دلالة واضحة على تصاعد الاستنفار الأمني.
وفي ظل هذا التصعيد، دعا النظام أنصاره إلى التظاهر يوم الأربعاء المقبل، لدعم الكابتن إبراهيم تراوري، ردًا على تصريحات قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، الجنرال مايكل لانغلي، الذي اتهم المجلس العسكري بتحويل احتياطيات الذهب الوطنية لتمويل حماية شخصية للنظام.
وتهدف المظاهرات، بحسب المنظمين، إلى التنديد بما وصفوه بـ"التدخلات الغربية" في شؤون البلاد.
