"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
استنفر الرئيس الانتقالي في بوركينا فاسو، إبراهيم تراوري، القادة العسكريين في واغادوغو الذي عقد معهم اجتماعًا، بعد محاولة انقلاب فاشلة، كان لضباط وميليشيات متحالفة مع الجيش دور فيها.
ويأتي هذا الاجتماع السري، الذي وُصف بأنه "إستراتيجي للغاية"، في أعقاب محاولة اغتيال استهدفت القصر الرئاسي، وقد كشف جهاز الاستخبارات عن روابط مُقلقة بين الجيش البوركينابي والجماعات المسلحة؛ ما دفع البلاد إلى حالة تأهب أمني قصوى.
وتُواصل السلطات تحقيقاتها لمنع أي زعزعة للاستقرار، إذ تواجه بوركينافاسو منذ سنوات تهديدات المتشددين.
ويأتي هذا الاجتماع في حين يُسلَّط الضوء على دور ميليشيات اعتمدت الدولة عليهم يطلق عليهم اسم "متطوعو الدفاع عن الوطن"، وهم مقاتلون مدنيون تم تسليحهم أساسا لتعزيز مهام الجيش في الحرب على الإرهاب. ومنذ أشهر، قرر العديد منهم إلقاء أسلحتهم بعدما قدموا للجيش لائحة مطالب تم رفضها.
وتشكو قوات المتطوعين من ظروف غير مقبولة للعمل، إضافة للمعاملة السيئة، والخسائر البشرية الكبيرة في صفوفهم، إلى جانب الإحباط الوظيفي. وكانت هذه القوات بمنزلة حجر الزاوية في الإستراتيجية العسكرية للرئيس الانتقالي تراوري، وقد باتت اليوم في مهب الريح، حيث فر المزيد منهم من مواقعهم.
وجرى تأسيس وحدة ما يسمى بمتطوعي "في دي بي" بشكل قانوني عام 2020 تحت رئاسة روك مارك كريستيان كابوري (2015-2022)، ووضعهم إبراهيم تراوري لاحقا على خط المواجهة الأول في إطار عمليته "لاستعادة" الأراضي الوطنية.
ولفت الخبير العسكري عادل عبد الكافي، إلى تطورات مهمة سبقت المحاولة على غرار التصعيد العسكري للعمليات المسلحة بعد الهجوم الذي تعرض له معسكر دياباغا؛ ما أسفر عن مقتل نحو 50 من عناصر الجيش ومتطوعي الدفاع عن الوطن، وهم قوة شبه عسكرية موالية للمجلس العسكري؛ إذ ارتكب المتطوعون المحليون جرائم ومجازر في منطقة سولينزو، راح ضحيتها العشرات من المدنيين.
وقال عبد الكافي لـ"إرم نيوز"، إن احتمالات تمرد داخلي وانقسامات في صفوف الميليشيات، كبير جدًّا، فلم يعد بإمكان تراوري السيطرة عليهم، بعدما أصبحت كتائب الميليشيات تنفذ عملياتها العسكرية منفصلة عن تراروي.
وأضاف الخبير، أن بوركينا فاسو كإحدى دول الساحل تلتحق بتشاد في عمليات الانقلاب، إذ إن النقيب إبراهيم تراوري الذي أقدم بنفسه على عملية تغيير للحكم وإنشاء مجلس عسكري استهدفه ضباط وجنود يقيمون في كوت ديفوار، فقد تم اعتقال 10 عسكريين داخل البلاد، وسط تنامي المعارضين السياسيين والأمنيين ضد النظام الحاكم في واغادوغو.
وفي الأثناء، أحدثَت الناشطة الفرنسية الكاميرونية ناتالي يامب صدمة في جميع أنحاء أفريقيا الناطقة بالفرنسية بتصريح شديد الخطورة؛ ففي مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة في بوركينا فاسو، وطالبت المؤثرة علنًا بـ"محاكمة المتورطين وإعدامهم علنًا".
هذه الناشطة من أصل كاميروني، التي لديها الآن أكثر من 3 ملايين متابع على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، تضع نفسها مرارًا في موقف دعم للمجالس العسكرية الحاكمة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر؛ إذ ترى فيها حصونًا ضد النفوذ الغربي في أفريقيا.