أكد كبار المسؤولين الإيرانيين والروس أهمية إزالة العقبات المتبقية لتشغيل ممر الشمال والجنوب بالكامل، معتبرين المشروع جزءاً إستراتيجياً حيوياً لتعزيز التعاون الإقليمي بين البلدين.
ويأتي هذا التحرك في إطار متابعة اتفاقات رفيعة المستوى تهدف إلى تحويل المشروع إلى مرحلة التنفيذ العملي، وفق صحيفة "أوراسيا ريفيو".
التقى نائب رئيس الوزراء الروسي فيتالي سافيلييف مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني في طهران لمناقشة التفاصيل المتعلقة بتفعيل الممر.
وركزت المحادثات على إزالة العقبات القائمة وتحديد آليات واضحة لضمان سير المشروع دون تأخير.
وأوضح لاريجاني أن إيران اتخذت "قراراً نهائياً وواضحاً" بشأن الممر، وأن الحكومة ستعمل على تذليل جميع العقبات التنفيذية والمؤسسية خلال فترة وجيزة.
كما أشار إلى أن الاتفاقيات اللازمة لتوفير إطار قانوني وتشغيلي متين للمشروع ستكون جاهزة قريباً، في خطوة تؤكد التزام طهران الكامل بتحويل المشروع إلى واقع عملي.
وأوضح المسؤول الإيراني أن متابعة تنفيذ المشروع ستكون تحت إشراف مباشر من الرئيس مسعود بيزشكيان، وأن الحكومة ستستحوذ على جميع الأراضي الواقعة على طول مسار الممر قبل نهاية العام، لضمان سير الأعمال بسلاسة ودون انقطاع.
يعد ممر الشمال والجنوب عنصراً محورياً في تشكيل المشهد الجيوسياسي والاقتصادي للمنطقة، إذ سيتيح ربط إيران بالروسيا والموانئ الدولية عبر شبكة نقل حديثة.
ومن المتوقع أن يسهم الممر في تعزيز حركة البضائع والسلع بين آسيا وأوروبا، وتقليل الاعتماد على الممرات البحرية التقليدية الطويلة والمعرضة للمخاطر.
ورحب سافيلييف بالموقف الحازم لإيران، مؤكداً استعداد روسيا لتسريع المشروع وبدء العمليات العملية فور إزالة العقبات القائمة.
واعتبر المسؤول الروسي أن الممر يمثل فرصة لتعزيز التعاون طويل الأمد بين موسكو وطهران، وإقامة شبكة طرق ربط إقليمية مستقلة تعزز النفوذ الاقتصادي والسياسي للبلدين في المنطقة.
في ختام الاجتماع، جدد الجانبان التأكيد أن ممر الشمال والجنوب يشكل جزءاً لا يتجزأ من الإستراتيجية المشتركة بين إيران وروسيا لتعزيز التعاون الإقليمي المستدام.
واتفق المسؤولون على تفعيل آليات المراقبة المستمرة رفيعة المستوى، مع الحفاظ على تنسيق منتظم بين السلطات المعنية لضمان متابعة المشروع على جميع المستويات.
وتشير الخطوات الأخيرة إلى إرادة قوية من كلا الجانبين في تحويل الاتفاقات النظرية إلى واقع ملموس؛ ما يعكس التوجه الإستراتيجي لإيران وروسيا نحو تعزيز الربط الاقتصادي والجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، مع تقليل الاعتماد على الممرات التقليدية في النقل الدولي.
ومع إزالة العقبات المتبقية، من المتوقع أن يبدأ الممر في مراحل التشغيل العملية خلال الفترة المقبلة؛ ما يفتح آفاقاً جديدة للتجارة والنقل الإقليمي، ويعزز موقع إيران وروسيا كشريكين محوريين في تطوير شبكة طرق إستراتيجية تربط بين الشمال والجنوب.