كشفت وكالة "استشويد برس" أن مركز الانفجار الذي هزّ ميناء رجائي الإيراني، منشأة مملوكة لمؤسسة خيرية يشرف عليها مكتب المرشد الأعلى، علي خامنئي، وتواجه عقوبات أمريكية.
والمؤسسة المعروفة باسم "بنياد مستضعفان"، تواجه عقوبات أمريكية لمساعدتها خامنئي على إثراء مكتبه، ومكافأة حلفائه السياسيين، وملاحقة "أعداء النظام"، كما يربط كبار مسؤوليها علاقات مباشرة بالحرس الثوري الإيراني شبه العسكري، الذي يشرف على ترسانة طهران من الصواريخ الباليستية والعمليات العسكرية الخارجية.
وتأتي هذه الارتباطات في الوقت الذي لم تُقدّم فيه السلطات حتى الآن سببًا للانفجار الذي وقع يوم السبت في ميناء الشهيد رجائي بالقرب من بندر عباس، والذي أدى إلى مقتل 70 شخصًا على الأقل.
وأفادت التقارير أن الميناء استقبل مُكوّنًا كيميائيًا يُستخدم كوقود صلب للصواريخ الباليستية، وهو أمر نفته السلطات، على الرغم من أن التقارير المحلية تُشير بشكل متزايد إلى وجود شحنة غامضة شديدة الانفجار تُنقل إلى هناك.
البونياد.. القوة الهائلة
والبونياد، وهي كلمة فارسية تعني "مؤسسة"، تتمتع بقوة هائلة في إيران، تتجذر في المؤسسات التي أنشأها الشاه محمد رضا بهلوي خلال فترة حكمه.
بعد أن أطاحت ثورة 1979 بالشاه، أنشأ روح الله الخميني مؤسسات "بونياد" لإدارة تلك الأصول، إضافة إلى الشركات التي صودرت من أنصار الشاه والأقليات الدينية، مثل البهائيين واليهود.
يُعتقد أن "بونياد مستضعفان"، أو "مؤسسة المستضعفين"، هي الأكبر في البلاد من حيث الأصول، حيث أشار تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس الأمريكي العام 2008 إلى أنها كانت تُمثل 10% من إجمالي الناتج المحلي الإيراني آنذاك.
وقدّرت وزارة الخزانة الأمريكية قيمتها في العام 2020 بمليارات الدولارات. وتشمل شبكتها استثمارات في قطاعات التعدين والسكك الحديدية والطاقة والصلب والشحن من خلال شركة سينا لتطوير الموانئ والخدمات البحرية.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية أن مركز انفجار يوم السبت قد ضرب بجوار محطة سينا في الميناء؛ ما أدى إلى تدمير المنشأة والحاويات المكدسة بالقرب منها.
وفي وقت متأخر من يوم الأحد، نقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية شبه الرسمية (إيلنا) عن سعيد جعفري، الرئيس التنفيذي لشركة سينا، قوله إن هناك بيانات كاذبة حول الشحنة التي انفجرت، والتي وصفها بأنها "خطيرة للغاية".
وقال جعفري: "وقع الحادث إثر بيان كاذب حول البضائع الخطرة وتسليمها دون وثائق وعلامات". ولم يُدلِ بمزيد من التفاصيل، وقد فرضت السلطات قيودًا على الوصول إلى الموقع منذ وقوع الانفجار.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية: "على الرغم من نفوذها الهائل في الاقتصاد الإيراني، تعمل منظمة "بنياد مستضعفان" خارج نطاق الرقابة الحكومية، وبفضل مرسوم صادر عن المرشد الأعلى العام 1993، فهي معفاة من دفع الضرائب على أرباحها التي تبلغ مليارات الدولارات".