توقع خبراء إسرائيليون أن تقدم إيران على تنازلات في الملف النووي بعد كارثة انفجار ميناء رجائي جنوبي البلاد
ونقل موقع "واللا" العبري عن الخبراء قولهم إن "الانفجار سيكون له تأثير إيجابي على اتفاق نووي في الإطار الذي تتطلع له إسرائيل بمنع تمكين إيران وغيرها من دول الشرق الأوسط من التخصيب الذاتي لليورانيوم".
وأضاف الموقع أن "الاقتصاد الإيراني في وضع يزداد صعوبة، والشارع غاضب من النظام، وبالتالي الفرصة متاحة لإسرائيل للاستفادة من هذه التطورات".
في المقابل يرى آخرون في تل أبيب أنه من الممكن أن تكون للانفجار عواقب وخيمة على عملية صنع القرار في إيران وصورتها الشخصية، وبالتالي يعطل إنجاز الاتفاق النووي المأمول أمريكيا وإسرائيليا.
لكن التصور الغالب في تل أبيب أن الحادث يسلط الضوء على الضعف التنظيمي في إيران فيما يتعلق بالإهمال المنهجي، خاصة أن الأمر يتعلق بموقع استراتيجي مفصلي للاقتصاد الإيراني ويؤثر على الاستقرار الداخلي بطهران.
وأشار إلى أن تأثيرات هذا الانفجار تشبه عواقب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في لبنان عام 2020، والذي أظهر بوضوح ضعف لبنان وحاجتها الماسة للتدخلات الخارجية.
ولفت الموقع إلى أنه بالفعل تحقق تدخل أجنبي واسع النطاق وقتها في لبنان في ملفات إعادة الإعمار والمطالبات بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية، وحقق الجيش الإسرائيلي على خلفيتها إنجازات كثيرة غير تقليدية.
وأضاف واللا "على نفس الوتيرة، ففي إيران، قد يؤدي الانفجار في الميناء، المسؤول عن نحو 85% من حركة النقل البحري هناك، إلى توسيع أزمة الثقة في النظام".
وأردف الموقع أن الشعب الإيراني أصبح معتادا على مثل هذه الكوارث، من تسرب النفط وانهيار المباني والانفجارات الكبرى، وبالطبع هذا يؤدي لمضاعفة الإحباط العام.
ومن المحتمل أن تكون للانفجار عواقب طويلة الأمد على رغبة الشركات الأجنبية في الاستثمار في إيران، خاصة إذا تبين أنه مرتبط بالتخزين غير المنضبط للمواد الخطرة، وفق التقرير العبري.
وأكد أن "المرشد الإيراني لا يهتم سوى بنفسه، وبقاء النظام هو الأولوية القصوى بالنسبة له، من خلال مغامراته العسكرية، لكنه سيضطر إلى اتخاذ خطوات لتهدئة الرأي العام وقمع الغضب، والاستقرار الاقتصادي، ومنع المزيد من الأزمات".
وقال الخبراء إن "الاتفاق النووي يمكن أن يكون بمثابة خطوة لاهتمام النظام بالاحتياجات الاقتصادية للبلاد، ويشجع على تخفيف العقوبات في أوقات الأزمات".
ويأتي الانفجار في وقت حرج، حيث اقتربت الأطراف من التوصل إلى تفاهم بشأن اتفاق نووي جديد.
وأضافوا: "يمكن للولايات المتحدة أن تكثف الضغوط الناجمة عن الانفجار ودفع النظام الإيراني نحو اتفاقيات أكثر شمولاً، بحسب التقدير الإسرائيلي".
وتوقعوا أنه "ربما تفضل إيران نهاية سريعة للمحادثات النووية حتى لو أدى ذلك إلى تقديم بعض التنازلات، لتخفيف الضغوط الاقتصادية والسياسية وتهدئة الرأي العام الداخلي الغاضب".
وذكر الموقع العبري أن "تل أبيب تدعو لدفع الولايات المتحدة لتصعيد مطالبها من إيران، لمنع التخصيب الذاتي لليورانيوم في إيران، وهذا المعيار ضروري لإسرائيل من أجل الحد من البرنامج المدني الإيراني الذي لديه القدرة على تطوير برنامج عسكري".
وتابع: "من ناحية أخرى سيحقق لإسرائيل هدفا مهما، وهو الحد من التطلعات النووية لدول أخرى في الشرق الأوسط".
واعتبر أن "منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط يشكل مصلحة أساسية لإسرائيل، وشركائها في المنطقة وعلى الساحة الدولية، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، وفق التقدير الإسرائيلي".