"المرصد السوري": استهداف سيارة على طريق مطار حلب الدولي
ما زالت الحدود الأردنية الشمالية تشهد محاولات متكررة لتهريب المخدرات من سوريا، رغم سقوط نظام الأسد الذي كان يرعى عمليات التهريب عبر ميليشيات وعصابات منظمة.
وأعلن الجيش الأردني، الأسبوع الماضي، عن إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من المخدرات قادمة من الأراضي السورية، مؤكداً أن قواته اشتبكت مع مجموعة من المهربين، وأصابت عدداً منهم.
وذكر الجيش الأردني أنه تم إحباط محاولتي تسلل من سوريا ضمن حادثتين منفصلتين، الأولى عبر الحدود البرية، والثانية محاولة تسلل قاربين قادمين من سوريا بطريقة غير مشروعة عبر سد الوحدة الحدودي بين البلدين.
ويقول عمار القضاة عضو لجنتي الحريات والقانون في مجلس الأعيان الأردني (الغرفة الثانية للبرلمان)، إن محاولات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن ما زالت مستمرة رغم سقوط نظام الأسد، وتفكيك السلطات الجديدة للعديد من الشبكات، وبالمجمل هي ليست على المستوى الكبير كما كانت خلال عهد النظام السابق، لكنها بكميات كبيرة، وتستهدف التصدير نحو دول مجاورة للأردن.
وأضاف القضاة في حديث لـ"إرم نيوز"، أن انقطاع تهريب المخدرات من سوريا لفترات، خاصة مع الأشهر الأولى من سيطرة النظام الجديد، أدى إلى احتكارها من قبل تجار، وهناك تنوع في أساليب التهريب، بين ما هو تقليدي عبر تسلل أفراد العصابات، أو من خلال الطائرات المسيّرة التي تحمل أوزاناً تصل لـ 50 كلم من المخدرات.
ويؤكد القضاة أن الجيش الأردني يسيطر على الحدود، لكن المشكلة من الجانب السوري، خاصة في ظل التوترات التي يشهدها الجنوب السوري، وهو أمر أسهم في إعطاء الوقت، والمساحة، والحركة، للعصابات كي تعيد تموضعها وانتشارها.
ويرى المختص بالشأن السوري حسن جابر أن استمرار محاولات تهريب المخدرات من سوريا يعكس عمق المعضلة التي خلّفها النظام السوري السابق، والذي أوجد شبكة جريمة منظمة محترفة ذات إمكانيات كبيرة، ومخازن ومستودعات مترامية الأطراف.
ويضيف جابر في حديث لـ"إرم نيوز": ما زالت هنالك بقايا لشبكات منظمة تنتشر في الجنوب السوري، وتحديداً في بادية السويداء، والريف الشرقي من درعا، وزاد من وتيرة محاولات التهريب ما تشهده مناطق الجنوب السوري من تحديات أمنية، خاصة الاشتباكات مع الدروز، حيث إن القضية الدرزية ما زالت عقبة أمام النظام الجديد، الأمر الذي يصرف جهدها عن تتبع شبكات تهريب المخدرات.
ويقول جابر إن وقف التدخل الإسرائيلي، وسيطرة النظام السوري على الأوضاع في الجنوب، سيكونان دافعاً لسيطرة أكبر على شبكات التهريب، وهذه مصلحة أردنية سورية مشتركة، وتشكل أولوية لكلا البلدين بعد سنوات من محاولات التهريب المنظم للمخدرات، والسلاح.
وكان جابر كشف في كتاب صدر، مؤخراً، بعنوان (حرب الشمال: شبكات المخدرات في سوريا، الاستجابة الأردنية وخيارات الإقليم)، أن حجم إيرادات نظام الأسد من المخدرات بلغ سنوياً مليارات الدولارات الأمريكية، وأن النظام السابق كان مسؤولاً عن إنتاج 80% من إجمالي كميات مادة الكبتاغون على مستوى العالم.
والخميس الماضي، ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش الأردني اجتاز الحدود السورية غربي درعا، وقام باعتقال شخصين قرب قرية كويا، وقام بعمليات تفتيش في المنطقة.
وعقب سقوط نظام الأسد أعلنت السلطات الجديدة العثور على مستودعات، ومعامل تصنيع، وكميات من المواد المخدرة في مقار أمنية وعسكرية تابعة للنظام السابق، خاصة الفرقة الرابعة التي كان يرأسها ماهر الأسد.
وكان وزراء الداخلية في دول: الأردن، وسوريا، والعراق، ولبنان، اتفقوا، منتصف شباط/فبراير الماضي، خلال اجتماع في عمّان على تأسيس "خلية اتصال مشتركة لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود بين الدول الأربع".