الخارجية الإيرانية: طهران تخفض مستوى العلاقات الثنائية مع أستراليا
برزت تساؤلات بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، والتوصّل إلى اتفاق شامل، حول ما إذا كانت هذه الهدنة بين أطراف الصراع مؤقتة أم دائمة، وهل تُعالج جذور الخلاف بين إيران وإسرائيل.
فضلًا عن تداعيات الاتفاق على الملف الفلسطيني والحرب في قطاع غزة، وما إذا كانت هناك ضمانات تمنع تجدّد الهجمات.
وعقب إعلان ترامب، برزت انتقادات لعدم تضمين وقف الحرب على غزة أو الدفع نحو تسوية شاملة للقضية الفلسطينية ضمن بنود الاتفاق، خاصة أن أحد دوافع الضربات الإسرائيلية على إيران كان مرتبطًا بنظرية "وحدة الساحات" ووجود الأذرع الإيرانية في مواجهة إسرائيل.
وقال المحلل السياسي وعضو مجلس الأعيان الأردني عمر العياصرة، إن إيران جرى تحييدها فعليًا، فبينما نجحت في فرض معادلة ردع، فإنها خسرت عسكريًا؛ أما إسرائيل، فلم تعد معنية باستهداف إيران، لأن "محور المقاومة" لم يعد فاعلًا كما كان، وعلى المدى القريب ستستفرد إسرائيل أكثر بالساحة الفلسطينية، ما لم يحدث تدخل عربي فاعل أو يصدر قرار دولي يوقف التيارات الراديكالية داخل إسرائيل.
وأضاف العياصرة في تصريح لـ"إرم نيوز" أن وقف إطلاق النار جاء كاستحقاق عسكري فرضته نتائج المعركة على الأرض؛ فالولايات المتحدة نفذت الضربة الأساسية، وحققت هدفها بتوجيه ضربة قوية للمشروع النووي الإيراني؛ وقد خسرت طهران هذا المشروع، ولا مصلحة لها في استمرار التصعيد مع إسرائيل.
وتابع: "إسرائيل شعرت بعد الضربات الأمريكية بأنها ليست بحاجة إلى استمرار المعركة، لأنها ستتحول إلى حرب استنزاف، وهو ما تخشاه تل أبيب وتسعى لتجنبه؛ لذلك، فإن وقف القتال كان مصلحة مشتركة؛ وفي ميزان الربح والخسارة، تُعد إيران الخاسر الأكبر".
وأكد أنه"لقد توقفت الحرب دون وضوح بشأن مستقبل المفاوضات حول الملف النووي، والصواريخ الباليستية، وأذرع إيران في المنطقة. وهذه الملفات ستُطرح، لاحقًا، على طاولة المفاوضات؛ لكن الأهم، هو أن إيران خرجت من معادلة الصراع المتعلق بفلسطين، وخفّضت من حمولتها في مواجهة إسرائيل، وربما تقدم تنازلات، لاحقًا، تكشف عن حقيقة ما جرى خلال المواجهة الأخيرة".
من جهته، يرى أستاذ الأمن القومي في جامعة الموصل، الدكتور فراس إلياس، أن وقف إطلاق النار من دون ضمانات يُبقي احتمالات التصعيد قائمة، وقد يسعى الطرفان، لاحقًا، إلى تعديل شروط التفاوض أو تحسين مواقعهما السياسية عبر ضربات نوعية، رغم أن ذلك قد لا يؤثر كثيرًا على المسار السياسي الذي تسعى إليه إدارة ترامب.
ويقول إلياس، لـ"إرم نيوز"، إن إيران تدرك ما تسعى إليه إسرائيل والولايات المتحدة من خلال هذه الحرب، وهو إعادة تشكيل شرق أوسط جديد من دونها، أو تقليص نفوذها في المنطقة، وسط استعداد قوى إقليمية أخرى لملء هذا الفراغ.
وأضاف أن طهران تتعامل بحذر مع العقيدة العسكرية الإسرائيلية الجديدة، التي تحوّلت منذ 7 أكتوبر من "الردع" إلى "الحسم العسكري"؛ ويُعتقد أن ما جرى في غزة ولبنان، وانهيار نظام الأسد، لن يتوقف عند حدود سوريا، بل سيصل إلى إيران.
وأوضح أنه لهذا، تعاملت طهران مع هذه التغيّرات بانضباط واضح، بعيدًا عن حسابات الربح والخسارة، خاصة بعد تعطل "وحدة الساحات"، وتفكك الجبهات.
وختم إلياس قائلًا إن دخول إيران الحرب من دون غطاء دولي جعلها مكشوفة سياسيًا وعسكريًا أمام الولايات المتحدة، وهو ما دفعها للبحث سريعًا عن مخرج سياسي، فتوجّهت إلى جنيف للتواصل مع الأوروبيين، وفتحت قنوات اتصال مع دول الإقليم، ومرّرت رسائل غير تصعيدية إلى واشنطن.
أما المحلل السياسي حمادة الفراعنة، فيتوقع استمرار الهدنة بسبب الضغط الأمريكي والضمانات التي قدمتها إدارة ترامب، لكنه يستبعد أن يشمل الاتفاق الملف الفلسطيني.
ويقول الفراعنة، لـ"إرم نيوز"، "نحن أمام هدنة مؤقتة في غزة، وهي رغبة إسرائيلية تهدف إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ونتنياهو لا يريد وقف إطلاق النار، لكنه سيقبل به مُكرهًا تحت ضغط الداخل الإسرائيلي المتأزم ضده؛ وبالتالي، لم تُعالج الهدنة جذور الصراع في المنطقة، ولم تتناول بشكل جاد تسوية القضية الفلسطينية أو وقف الحرب على غزة".
وكان ترامب قال، اليوم الثلاثاء، إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران "دخل حيّز التنفيذ الآن"، داعيًا الطرفين إلى احترام الاتفاق، وذلك في منشور على منصته "تروث سوشيال".
وأعلن ترامب، أمس الإثنين، التوصّل إلى اتفاق شامل بين إسرائيل وإيران، يقضي بوقف إطلاق النار الذي استمر 12 يومًا.
وقال ترامب: "يسعدني أن أهنئ الجميع، لقد أظهر الطرفان الشجاعة والذكاء لإنهاء هذه الحرب، التي كان يمكن أن تمتد لسنوات وتدمّر الشرق الأوسط بالكامل، لكنها لم تفعل... ولن تفعل".