logo
العالم العربي

أين القضية الفلسطينية وغزة من المباحثات الإيرانية مع الولايات المتحدة؟

الوفد التفاوضي الإيراني في صورة أرشيفيةالمصدر: رويترز

يرى خبراء ومختصون أن القضية الفلسطينية والحرب في قطاع غزة تعتبران مسألة ثانوية في المباحثات الإيرانية مع الولايات المتحدة، لافتين إلى أن الطرفين يسعيان لتحقيق أهداف خاصة بهما بعيدًا عن الملف الفلسطيني.

ووفق الخبراء، فإن إيران ستعمل على استغلال نفوذها داخل حركة حماس من أجل الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل للتوصل لاتفاق شامل ينهي المواجهة العسكرية الدائرة بينهما، مع اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الرهائن.

أخبار ذات علاقة

ترامب

ترامب يعلن دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ

ويرى الخبير في الشأن السياسي، كمال الأسطل، أن "الهجمات الإسرائيلية كشفت زيف الادعاءات الإيرانية بشأن غزة والقضايا الإقليمية والملف الفلسطيني، خاصة مع تحركها للرد على الهجمات المباشرة، وصمتها أمام ما حدث في غزة لنحو العامين".

وقال الأسطل، لـ"إرم نيوز"، إن "التحالف الذي بنته حماس مع إيران لعقود من الزمن كان خطأ استراتيجيا للحركة، وأدى إلى تراجع كبير في القضية الفلسطينية"، مشددا على أنه السبب الرئيس في اتخاذ الحركة قرار الهجوم على إسرائيل.

وأوضح الخبير في الشأن السياسي أن "إيران تعمل في الوقت الحالي على تقليل الأضرار التي يمكن أن تتسبب بها الهجمة الأمريكية الإسرائيلية المشتركة؛ وهو الأمر الذي قد يدفعها للتضحية بحلفائها بالمنطقة، خاصة في غزة ولبنان من أجل التوصل لاتفاق مرضٍ".

وأضاف "التوتر الأمني والعسكري الحالي بالمنطقة أثبت أن المحور الذي أنشأته إيران، هدفه الرئيس خدمة أهدافها بالمنطقة"، لافتا إلى أن القضية الفلسطينية تضررت كثيرا، وأنها لم تعد أولوية بالنسبة للإيرانيين، على حد تقديره.

ويرى الخبير في الشأن السياسي، رائد انعيرات، أن "الخلافات بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى مرتبطة بشكل أساسي بالصراع على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، ولتحقيق أهداف خاصة بكل طرف".

وأوضح انعيرات، لـ"إرم نيوز"، أن "المواجهة الحالية ستنتهي باتفاق مباشر بين الولايات المتحدة وإيران يضمن فيه كل طرف حلفاءه والجماعات الموالية له في المنطقة"، لافتًا إلى أن مثل هذا الاتفاق لن يراعي إلّا المصالح الخاصة لإسرائيل وأمريكا وإيران.

وبين أن "إيران ستعمل على استغلال نفوذها داخل حماس من أجل دفع الحركة للقبول باتفاق جزئي للتهدئة وتبادل الرهائن مع إسرائيل"، مبينا أن مثل هذه الخطوة ستكون دافعا لإيران للمطالبة بمكتسبات في أي اتفاق مرتقب.

وزاد الخبير في الشأن السياسي "في هذه الحالة ستكون إيران قد نجحت في استغلال القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة من أجل تحقيق جزء كبير من أهدافها بالمنطقة"، مرجحا أن تنسحب إيران من الملف الفلسطيني بشكل غير معلن على إثر أي اتفاق مرتقب.

وختم "بتقديري وبالرغم من الضربات القوية المتبادلة بين إيران وإسرائيل؛ إلا أن مثل هذا التصعيد لن يدوم طويلًا وسينتهي باتفاق شامل"، مشددًا على أن القادة الإيرانيين لن يسمحوا بتكرار نموذج غزة ولبنان في طهران.

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC