logo
العالم العربي

برلمانية لبنانية: حزب الله أقحم البلاد بحرب مدمرة وسحب سلاحه يحتاج مظلة إقليمية

السياسية اللبنانية والنائبة السابقة رولا الطبشالمصدر: elnashra.com

قالت النائبة السابقة والسياسية اللبنانية، رولا الطبش، إن أي كلام عن نزع سلاح ميليشيا حزب الله دون مظلة إقليمية وتفاوض، يبقى غير واقعي، خصوصا في ظل الانقسامات داخل المكون اللبناني.

وأضافت الطبش في حوار مع "إرم نيوز"، أن سلاح "حزب الله" أقحم لبنان في حرب مدمرة نتيجة قرار اتخذه بمفرده، مؤكدة أن إعادة النظر في هذه الترسانة المسلحة، يتجاوز الضغط الشعبي، ويحتاج إلى تفاهمات دولية وإقليمية. 

أخبار ذات علاقة

جنود من الجيش اللبناني في النبطية جنوب لبنان

مع قرب انتهاء "مهلة الليطاني".. سلاح حزب الله يجر لبنان إلى مرحلة مصيرية

وفيما يلي نص الحوار:

 هل نزع سلاح "حزب الله" سراب أم بإمكان الدولة اللبنانية تنفيذه؟
 
بالتأكيد هذا الأمر ليس سراباً، فالدولة اللبنانية اتخذت قرارها والجيش اللبناني بدأ التنفيذ جنوب نهر الليطاني، وقيام الدولة الحقيقية لا يقوم إلا بحصر السلاح بيدها، وهذا قرار اتُخذ وبُدئ العمل على تنفيذه. وهذا الأمر يحتاج وقتاً نظراً إلى التعقيدات الداخلية والإقليمية المتشابكة من جهة، وحاجة الجيش اللبناني إلى الكثير من الدعم العسكري واللوجستي والمادي، لكن القرار قد اتُخذ والدولة سائرة في تنفيذه.
 
هل ملف السلاح مرهون بتفاهم أمريكي إيراني وأن لبنان يدفع ثمن المواجهة بين واشنطن وطهران؟.
 
ليس سراً القول إن سلاح "حزب الله" هو جزء من منظومة النفوذ الإيراني الإقليمي، وهذا أمر يعرفه القاصي والداني، وبالتأكيد أن هذه الورقة مرتبطة بشكل أو بآخر بأي تفاوض إيراني أمريكي قد يحصل، ومن ثم فإن انعكاس هذا التفاوض سلباً أو ايجاباً، سيرتد على هذا الملف.
 
الموقف الإيراني كما هو معلوم حتى اللحظة يعتبر أن هذا السلاح يندرج في إطار العمل المقاوم الموجه ضد إسرائيل، وهي بالتأكيد تتعامل مع ملف السلاح كورقة تفاوض وركيزة نفوذ في المنطقة، لذلك أعتقد أن أي كلام عن نزع سلاح دون مظلة إقليمية وتفاوض، يبقى غير واقعي، خصوصا في ظل الانقسامات والشرخ الكبير الحاصل داخل المكون اللبناني؛ ما يعزز فرضية خطرة قد تؤدي في نتيجتها إلى حرب أهلية إذا ما تم نزع السلاح بالقوة.

هل ابتعد شبح الحرب الإسرائيلية التي كان يهدد بها لبنان هذا الشهر في ظل وساطات دولية وزيارات مبعوثين؟
 
هل توقفت الحرب الإسرائيلية منذ إعلان وقف إطلاق النار؟ بالتأكيد لم تتوقف؛ لأن الغارات ما زالت مستمرة والاعتداءات الإسرائيلية يومية والخروقات على مدار اللحظة. إسرائيل لا تلتزم بأي قرار أو تعهد.
 
صحيح أن الحكومة والدولة اللبنانية عموماً تقومان بجهد جبار لوقف التصعيد الإسرائيلي المتمادي، وصحيح أن هناك حركة مبعوثين وموفدين ملحوظة، لكن الصحيح أيضاً أن إسرائيل ورغم كل ما قدمه لبنان من التزامات، ما زالت ترفع سقف تهديداتها ومطالبها.
 
على أي حال مع إسرائيل لا يمكن الحديث عن إبعاد شبح الحرب؛ لأن الأخيرة ما زالت مستمرة ولم تتوقف، ولكن يمكن القول إنه نتيجة الحراك الدبلوماسي يمكننا الحديث ربما عن خفض منسوب التشاؤم ومنح مسافة زمنية أكبر لتجنب التصعيد بانتظار تبلور نتائج نهائية لهذا الحراك، رغم أن تل أبيب لم تعلن التزامها بشكل واضح بالتخلي عن الخيارات العسكرية والتهديد باندلاع حرب شاملة.

أخبار ذات علاقة

مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي وممثل حزب الله  عبد الله صفي الدين

المقايضة الخفية.. هل تستخدم طهران "سلاح حزب الله" لانتزاع صفقة من ترامب؟

 هل تهديد لبنان بحرب ستتضرر منه الحاضنة الشعبية لـ"حزب الله" الذي بات قطاع كبير منه في حكم النازحين؟
 
أولا الحرب سيتضرر منها كل اللبنانيين، ثانياً بيئة "حزب الله" هي جزء من النسيج الوطني اللبناني وبالتالي هؤلاء هم عائلات تضرر جزء كبير منهم نتيجة الحرب الأخيرة وفقدوا أرزاقهم ومنازلهم وأفرادا من عائلاتهم، ومن ثم فإن الرهان على الحرب واستهداف البيئة الشيعية كضغط على "حزب الله" لتغيير سلوكه المسلح أمر غير منطقي ولا حتى إنساني، ولا يمكن أن يكون هذا الاستهداف للضغط بمثابة عامل حاسم.
 
ولا بد من الإشارة إلى أن "حزب الله" ومنذ إعلان وقف إطلاق النار هو من التزم به رغم الخروقات الإسرائيلية، وأبدى مرونة في بعض الأمور، لكن إعادة النظر في سلاحه، يتجاوز الضغط الشعبي، ويحتاج إلى تفاهمات دولية وإقليمية، لذلك أعتقد أن الضغط على بيئة "حزب الله" من خلال استهدافها، لن يؤدي إلّا إلى مزيد من القتل والدمار.

كيف ترين شكل فرض "حزب الله" كلمته في شكل إقامة الانتخابات النيابية على عكس رغبة بقية التيارات السياسية وما هو الحل المنتظر؟.
 
موضوع الالتزام بمواعيد الاستحقاقات أمر مهم جدا وأنا من المؤيدين والمطالبين دائما بذلك والسير بإجراء الانتخابات في مواقيتها، وكما هو معلوم فإن هناك بعض القوى التي تطالب بتأجيل الانتخابات أو تعديل قانونها.
 
أعتقد أن الأسباب تكمن في بعض الحسابات السياسية لا سيما لجهة تخوّف البعض من نفوذ سياسي لـ"حزب الله" قد ينشأ بعد الانتخابات، علماً بأن التنظيم يُظهر نفسه دائما على أنه الملتزم بالمسارات الدستورية؛ لأن إجراء الانتخابات من شأنه أن يعطيه نوعا من الغطاء الداخلي والإقليمي، خصوصاً  بعدما أقحم لبنان في حرب مدمرة نتيجة قرار اتخذه هو ودفع كل لبنان نتيجته ثمناً باهظاً، وكذلك في ظل القرار المتخذ بنزع سلاحه، هذا السلاح الذي يجاهر به "حزب الله" حتى هذه اللحظة برفض تسليمه رغم قرار الدولة اللبنانية في هذا الخصوص.

لذلك أعتقد أن "حزب الله" بعد كل ما حصل بات بحاجة إلى إظهار نفسه أنه ما زال موجوداً بقوة في المشهد السياسي بعد الضربة والنكسة اللتين أُصيب بهما على المستوى العسكري. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC