أكد مختصون في الشأن السياسي أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل لن يؤثر في مجريات الحرب بقطاع غزة، لافتين إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تعمل على فصل الجبهات والتوصل إلى اتفاقيات منفصلة مع مختلف الأطراف.
وتوصّلت إيران وإسرائيل، بوساطة الولايات المتحدة، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى الضربات العسكرية المتبادلة بينهما، إذ دخل الاتفاق حيّز التنفيذ صباح الثلاثاء، في حين لم تناقش الأطراف مصير قطاع غزة.
يرى الخبير في الشأن السياسي، تيسير عابد، أن "قضية قطاع غزة إحدى الأدوات التي استغلتها إيران لخدمة أهدافها الخاصة، للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة"، لافتًا إلى أنه من غير المستغرب أن تتفق طهران مع تل أبيب وواشنطن بعيدًا عن غزة.
وقال عابد لـ"إرم نيوز" إن "لدى إسرائيل إصرارا على فصل مختلف جبهات القتال، خاصة فيما يتعلق بغزة"، مبينًا أن الحرب في القطاع ستبقى مشتعلة دون توقف، بما يوفر لإسرائيل مبررات لشن هجمات عسكرية في المنطقة.
وأضاف: "انتهاء الحرب في غزة لا يخدم أهداف نتنياهو فيما يتعلق بتغيير الشرق الأوسط، وفي مثل هذه الحالة سيكون بحاجة إلى البحث عن مبررات جديدة لأي هجمات على دول المنطقة".
وتابع: "سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل ببطء في غزة لإطالة أمد القتال وإعادة احتلال القطاع بشكل غير معلن"، مشددًا على أن نتنياهو غير مستعجل بإنهاء ملف الرهائن أو عقد أي صفقة مع حماس، حتى لو كانت وفق الشروط الإسرائيلية.
ولفت إلى أنه "من الخطأ ربط الحل في غزة بأي حل إقليمي أو أن يكون أحد بنوده، والسيناريو المتوقع يتمثل في التركيز على العمليات العسكرية في غزة خلال الفترة المقبلة، ما يسمح لنتنياهو بمواصلة الترويج لصورة النصر التي يرغبها".
ويرى الخبير في الشأن السياسي، طلال عوكل، أن "الاتفاق بين إيران وإسرائيل منفصل تمامًا عن الحرب في غزة"، مشيرًا إلى أن الاتفاق حقق أهدافًا لكلا الطرفين لا ترتبط بملفات إقليمية أو دولية، خاصة ملف غزة.
وأوضح عوكل لـ"إرم نيوز" أن "مصير غزة لا يمكن أن يكون مرتبطًا بالاتفاق بين طهران وتل أبيب، وأن الأخيرة ستعمل في الوقت الحالي على تكثيف ضرباتها العسكرية ضد القطاع، ما يضمن لها استمرار حالة التوتر الأمني".
وأضاف: "وقف الحرب في غزة بعيد المنال في الوقت الحالي، وما يمكن التوصل إليه هو اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار مقابل عدد من الرهائن"، مبينًا أن إسرائيل معنيّة بمواصلة القتال في غزة أكثر مما هو متوقع بالنسبة لدول العالم والمنطقة.
وأشار إلى أن "إسرائيل تمكنت من تحييد جميع الجبهات المرتبطة بإيران، وجعلت جبهة غزة وحيدة يمكن أن تستفرد بها وتواصل القتال لأشهر وسنوات إن أرادت، دون تدخل أي طرف إقليمي"، مشددًا على أن الاتفاق الشامل في غزة بعيد المنال.