قالت "هيئة البث" العبرية، اليوم الأحد، نقلًا عن مصادر عسكرية إسرائيلية، إن تل أبيب سترد بقوة بعد نجاح الحوثيين في استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي، موضحة أنه لم يصدر أي تعليق رسمي من واشنطن حتى الآن.
وكانت إسرائيل قد امتنعت عن مهاجمة اليمن منذ بدء الهجمات الأمريكية على ميليشيا الحوثيين، بناءً على طلب من الولايات المتحدة.
وعلّق مصدر إسرائيلي بالقول: "إن الضربات الأمريكية اليومية، منذ بدء العملية ضد الحوثي، تعادل نحو 10 أضعاف ما يمكن أن نقوم به في اليمن خلال عام كامل".
وفي ضوء التصعيد الأخير، قال مسؤول إسرائيلي رفيع للقناة العبرية: "بعد إطلاق 4 صواريخ باليستية وطائرتين دون طيار، إضافة إلى الضربة الاستثنائية التي استهدفت مطار بن غوريون صباح اليوم، لم تعد إسرائيل مستعدة للتراجع، القيود لم تعد قائمة بالنسبة إلينا".
وبحسب هيئة البث، ورغم التصعيد الحوثي نهاية الأسبوع، لم تكن هذه القضية مدرجة على جدول أعمال اجتماع مجلس الوزراء المقرر، اليوم الأحد، الذي كان من المفترض أن يركز على توسيع الحرب في غزة، وعملية التعبئة الجديدة، والموقف من دروز سوريا، إلا أن الغارة الناجحة على مطار بن غوريون دفعت لتغيير جدول الأعمال.
من جهتها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن من المتوقع أن يطالب الوزراء برد قوي وتعديل في السياسة التي تم تحديدها سابقًا بالتنسيق مع واشنطن.
وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق الصاروخ، وقال المتحدث العسكري يحيى سريع: "إن منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية فشلت في اعتراض الصاروخ الذي استهدف مطار بن غوريون"، مهددًا بمواصلة الهجمات.
وأدى الهجوم إلى لجوء أكثر من 3 ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ، كما أُغلق المطار لأكثر من ساعة، واضطرت إسرائيل لتحذير شركات الطيران الدولية من استمرار تسيير الرحلات إلى المطار باعتباره غير آمن.
ومن جانبه، أشار المحلل الإسرائيلي رون بن يشاي إلى أن الحوثيين يتبعون تكتيكًا مشابهًا لحركة حماس في غزة، إذ يسارعون إلى إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة خوفًا من استهدافها، وغالبًا ما ينفذون ذلك في وضح النهار، إذ إن الليل يُسهّل على الولايات المتحدة رصد ومهاجمة مصادر الإطلاق بدقة عبر ومضات اللهب.
وأوضح بن يشاي، في تحليله المنشور في يديعوت أحرونوت، أن تل أبيب تقدّر بأن تصاعد وتيرة الإطلاق من اليمن يعود إلى تحسن القدرات الاستخباراتية الأمريكية هناك، فضلًا عن تطور الأساليب العملياتية خلال الهجمات، ما مكّن القوات الأمريكية من استهداف مواقع الإطلاق ومستودعات الصواريخ بكفاءة أكبر.