logo
العالم العربي

هل يعيد الاستهداف الإسرائيلي لإيران تشكيل التوازنات الإقليمية؟

هل يعيد الاستهداف الإسرائيلي لإيران تشكيل التوازنات الإقليمية؟
بنيامين نتنياهوالمصدر: رويترز
15 يونيو 2025، 8:20 ص

قال خبراء فرنسيون، في شؤون الشرق الأوسط، إن الهجوم الإسرائيلي الواسع على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية لم يكن مجرد ردّ أمني تقليدي، بل يحمل أبعادًا استراتيجية تهدف إلى تقويض التقارب الدبلوماسي المحتمل بين واشنطن وطهران، ومنع إعلان طال انتظاره من باريس للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأضاف الخبراء، أن العملية جاءت في لحظة حساسة يُعاد فيها رسم خريطة التوازنات في الشرق الأوسط.

أخبار ذات علاقة

آثار الغارة الإسرائيلية على إيران

"إندبندنت": هدف حملة إسرائيل على إيران هو تغيير نظام طهران

ضربة مدروسة

وأوضح خبير الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، جان-لوك كليمون، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "العملية لم تكن مجرد ضربة عسكرية، بل خطوة محسوبة تهدف إلى خلط الأوراق قبل إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية، ولا سيما في ظل بوادر تقارب أمريكي إيراني، وتصاعد الضغط الدولي للاعتراف بفلسطين".

وأضاف: "إسرائيل تدرك أن أي اتفاق نووي جديد بين طهران وواشنطن سيُعد بمثابة اعتراف بدور إيران الإقليمي، وهو ما تعتبره تهديدًا وجوديًّا؛ فنتنياهو لا يريد أن يرى إيران شريكًا مقبولًا لدى الغرب، بل يصرّ على إبقائها كيانًا معزولًا ومرفوضًا دبلوماسيًّا".

فرصة سياسية

من جانبها، قالت المختصة بشؤون الأمن النووي، الدكتورة فرانسواز ديلور، لـ"إرم نيوز"، إن نتنياهو "استغل اللحظة السياسية بعناية فائقة"، مشيرة إلى أنه "بوجود إدارة أمريكية مترددة، واختناق الملف الفلسطيني سياسيًّا، رأت إسرائيل أنها أمام فرصة ذهبية لفرض منطق القوة، وإعادة ضبط الإيقاع في المنطقة".

وتابعت ديلور: "الضربة تعرقل أي مفاوضات مرتقبة بين واشنطن وطهران، وتضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في موقف دبلوماسي حرج، إذ من غير المنطقي أن تُعلن فرنسا اعترافها بدولة فلسطين في ظل تصعيد عسكري مفتوح بين إسرائيل وإيران".

أهداف نتنياهو

وأكدت ديلور أن الضربة الإسرائيلية تهدف إلى نسف مساعي العودة إلى الاتفاق النووي، و"قطع الطريق أمام أي مفاوضات ثنائية كانت تُبحث بين طهران وواشنطن"، إضافة إلى تعطيل "جهود التوصل لتفاهمات أمنية إقليمية شاملة".

وأضافت أن فرنسا كانت تستعد لإعلان تاريخي بالاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر أممي، لكن الضربة الإسرائيلية دفعت باريس إلى تأجيل هذا الإعلان فجأة، ما يُظهر أن أحد أهداف نتنياهو هو عرقلة المسار الفرنسي وحرمان الفلسطينيين من أي تقدم سياسي حقيقي.

كما أشارت الباحثة إلى أن فرنسا، وألمانيا بدرجة أقل، أبدتا امتعاضًا من التصعيد الإسرائيلي غير المنسق مع الأوروبيين، في وقت تتبنّى فيه إسرائيل نهجًا أحاديًّا لا ينتظر ضوءًا أخضر من واشنطن أو أي طرف دولي.

رسائل إسرائيلية

وترى ديلور أن إسرائيل بعثت برسالة واضحة مفادها أنها لن تنتظر "التحوّلات الدبلوماسية" لتتحرك، بل ستبادر إلى الحسم العسكري إذا شعرت أن مصالحها مهددة، حتى ولو دون توافق كامل مع الحلفاء.

وأضافت أن عملية السلام، التي كانت على وشك تحقيق اختراق دبلوماسي عبر الإعلان الفرنسي الجريء، أصبحت الآن في "غرفة الانتظار"، وسط إعادة ترتيب دولي لأولويات الأمن الإقليمي.

واختتمت بالقول: "حين أرسلت إسرائيل طيرانها الحربي لضرب مواقع نووية إيرانية، كان نتنياهو يعلم تمامًا ما يفعل، إنه لا يردّ فقط، بل يُفشل أي اتفاق جديد بين طهران وواشنطن، ويجبر ماكرون على تأجيل إعلان الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، في لحظة كان من الممكن أن تُغيّر المشهد السياسي بالكامل".

أخبار ذات علاقة

قوات البحرية الإيرانية

إيران توقف مدمرة تجسس بريطانية وتجبرها على تغيير مسارها

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC