اعتبرت صحيفة "إندبندنت"، أن حملة إسرائيل لشلّ البرنامج النووي الإيراني وتدمير جيشها بقصف غرب إيران، تُعد جزءًا من خطة شاملة لإزالة التهديد الوجودي الذي تُشكّله إيران على الدولة اليهودية؛ تهدف إلى تغيير النظام.
ورغم أن الهدف المعلن لإسرائيل هو تدمير الأسلحة النووية الإيرانية، لكن الهدف الحقيقي، الذي يناسب الغرب تمامًا، هو تغيير النظام في طهران، بحسب الصحيفة البريطانية.
وبيّنت الصحيفة أنه لطالما خططت إسرائيل لحملتها على إيران على مدار سنوات؛ حيث شكّلت ساحة المعركة باغتيالات لعلماء نوويين، وتدمير ميليشيات إيران الإقليمية بالوكالة، وقصف منشآتها الصاروخية العام الماضي.
وهذا العام، أدخلت قوات "كوماندوز" تابعة لجهاز الاستخبارات "الموساد" الإسرائيلية إلى البلاد، حيث أظهروا مستوياتٍ من الابتكار الأوكراني، واستخدموا طائراتٍ مُسيّرة لتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية واستهداف مواقع إطلاق الصواريخ.
وعلى الرغم من أن إسرائيل قتلت اثنين آخرين من كبار قادة القوات الإيرانية في ضربات مُستهدفة بدقة، لكنها لم تُدرج بعد السياسيين على قوائم القتل الإسرائيلية.
ورجحت الصحيفة أن عدم اغتيال السياسيين يبدو مُتعمدًا؛ إذ حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارًا وتكرارًا حثّ الشعب الإيراني على الثورة ضد النظام الإسلامي، الذي يحكمهم منذ عام 1979.
ولفتت إلى أنه في حين حمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إسرائيل من الكثير من الانتقادات لعملياتها في قطاع غزة، لكن عندما يتعلق الأمر بإيران، هناك إجماع على ما يرغب القادة الغربيون في رؤيته كنتيجة؛ إذ يُريد الجميع رؤية تغيير في النظام مهما بلغت دعوتهم إلى "ضبط النفس".
وقالت الصحيفة إنّ انتزاع إيران من علاقتها الوثيقة مع موسكو، أكبر داعميها في مجال الطاقة النووية المدنية، والتي تدعم عملياتها في أوكرانيا، سيكون مكافأة كبيرة، مؤكدة أنّ تغيير النظام في إيران، سيكون نتيجة مثالية للغرب.
وبينما تُدرك طهران ذلك الأمر، حيثُ هددت بمهاجمة المصالح البريطانية والفرنسية إذا شاركتا حتى في الدفاع عن إسرائيل ضد صواريخها، تجلس باريس ولندن، في هذه الأثناء، مستمتعتين بانهيار البرنامج النووي الإيراني، على أمل أن ينشأ "التأثير الثانوي" لعملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية كثورة في إيران.
ونوهت الصحيفة إلى أن أبواب الجحيم انفتحت على مصراعيها مع الحملة الجوية الإسرائيلية الشاملة التي شنتها ليلاً ضد أهداف إيرانية، وهو تصعيدٌ يُنذر بإعادة تشكيل المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة فإنه باستهدافها كبار قادة الحرس الثوري الإسلامي والبنية التحتية النووية في عمق الأراضي الإيرانية، أبدت إسرائيل استعدادها لمواجهة طهران على نطاق وعمق، عسكري وسياسي، غير مسبوقين.
