ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
رأى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الصراع الإسرائيلي الإيراني يتفاقم، ويتحول إلى مزيد من الاضطرابات، حيث بدا أن رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يراهنان على قدرتهما على الصمود.
وبحسب الصحيفة، بعد ليلة نارية من الهجمات الإسرائيلية على إيران، أعقبها وابل من الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت على المدن الإسرائيلية ردًا على ذلك، استيقظ الشرق الأوسط، السبت، على مشهد مُعاد تشكيله جذريًا، حيثُ يتحصن المتقاتلون.
وأضافت أنه بينما تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن الهجوم الإسرائيلي سيستمر "لعدد من الأيام" للقضاء على أي تهديد نووي قد تُشكله إيران ضد إسرائيل، زاد الرئيس ترامب من حدة تصريحاته، مُلقيًا بظلاله على إيران في سياق شبه كارثي.
وذهبت الصحيفة إلى أن الرجلين، ترامب ونتنياهو، يُقامران؛ ففي حالة رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن وابل الهجمات الإسرائيلية سيُلحق ضررًا قاتلًا بالبرنامج النووي الإيراني ويُنهي قيادتها العسكرية.
وفي حالة الرئيس ترامب، فإن الهجوم من شأنه أن يُضعف إيران ويجبرها على التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع الولايات المتحدة، دون الانزلاق إلى عواقب غير مقصودة وربما كارثية.
وبالنسبة لقادة عالميين آخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كانت هذه العواقب وخيمة؛ حيث حثّوا على ضبط النفس، محذرين من تداعياتها في منطقة تشهد بالفعل حربًا على جبهات متعددة، من غزة إلى الهجوم الإسرائيلي على حزب الله في لبنان وهجمات الحوثيين على سفن الشحن.
وأكدت الصحيفة أن الهجوم الإسرائيلي الجريء سيُفشل محاولات ترامب للتوصل إلى اتفاق يحدّ من طموحات إيران النووية.
وفي حين بدا تلميحه إلى أن الهجوم الإسرائيلي قد يكون وسيلةً لإضعاف القيادة الإيرانية، أضحت الدبلوماسية مُستبعدة في أعقاب صور أبراج الشقق المحترقة في طهران.
وبينما أصبح غموض القادم سيد المشهد أكثر من أي شيء آخر، ارتفعت أسعار النفط وتراجعت أسواق الأسهم مع تصاعد احتمال نشوب حرب أوسع نطاقًا، وهو ما هزّ عالمًا يعاني أصلًا من سياسة ترامب المتعرجة في فرض الرسوم الجمركية.
وتابعت الصحيفة أن الصراع يتصاعد بينما تتزايد التساؤلات حول قدرة إسرائيل على شل البرنامج النووي الإيراني، وخاصةً منشأة فوردو، إحدى أهم منشآت تخصيب اليورانيوم، المدفونة في أعماق جبل؛ وهل ستدفع الضربات إيران إلى السعي جاهدة لامتلاك قنبلة نووية، بافتراض أنها لا تزال تمتلك هذه القدرة بعد الهجمات على المواقع ومقتل العلماء الإيرانيين؟ وهل ستُجرّ الولايات المتحدة إلى الصراع بما يتجاوز ما فعلته بالفعل لحماية إسرائيل من ردّ إيران؟.
وأردفت الصحيفة أنه في حين يبرز سؤال أكبر حول قدرة الولايات المتحدة على منع تفاقم الصراع إلى حرب إقليمية، يناقش محللون كيف سيؤثر الأمر كله على حسابات روسيا في حربها على أوكرانيا، والصين في مخططاتها تجاه تايوان؛ إذ قد يستغلّ كلاهما الولايات المتحدة المنشغلة بمستنقع آخر في الشرق الأوسط.
وقال فالي نصر، العميد السابق لكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة: "ربما ظن ترامب أن هذه مجرد خطوة مساومة؛ لكنها مخاطرة كبيرة؛ فإذا انجرت الولايات المتحدة إلى حرب، فستتغير الخريطة الجيوسياسية بأكملها، من باريس إلى موسكو إلى واشنطن إلى بكين".
وخلُصت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لإيران، فإن المخاطر ليست بأقل؛ حيث كشفت موجات الهجمات الجوية الإسرائيلية، المدعومة بعناصر استخبارات إسرائيلية تعمل داخل إيران، مجددًا عن نقاط الضعف في دفاعات إيران.