كشفت المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه، عن استعدادها لإطلاق خريطة الطريق التي تستهدف إجراء انتخابات عامّة في البلاد خلال شهر أغسطس/آب المقبل، وذلك خلال تقديمها إحاطة محتملة أمام مجلس الأمن الدولي، في خطوة تثير تساؤلات حول مدى قدرتها على إقناع الأطراف السياسية والعسكرية بها.
وجاء هذا التطور وسط تحركات ميدانية تقودها تيتيه وبقية أعضاء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لـ"الاستماع لآراء كافة الأطياف المحلية".
وتشهد ليبيا انسدادًا سياسيًا منذ انهيار الانتخابات العامة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، بسبب خلافات حول القوانين التي ستنظم تلك الانتخابات.
وعلّق عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة نالوت الليبية، إلياس الباروني، على الأمر بالقول: "من حيث المبدأ، قد تنجح تيتيه في إقناع الليبيين بخريطة الطريق المرتقبة، لكن بشروط صعبة".
وأوضح أن الشروط هي "إن كان هناك دعم إقليمي ودولي للعمل الذي تقوم به، فإنه سينعكس إيجابًا على قبول هذه الخريطة، والمجهود الذي بُذل أخيرًا من خلال اتصال البعثة بالأحزاب والنخب الوطنية والأكاديميين والأعيان مهم، حيث تم الاستماع لمواقف هؤلاء حتى تُبلور هذه الأفكار والآراء لتقديم إحاطة شاملة لمجلس الأمن حول المخرج المرتقب للأزمة الليبية".
وأضاف الباروني في تصريح لـ"إرم نيوز": "نتيجةً للانسداد السياسي الحاصل وطول الفترة، أصبح هناك إرهاق سياسي واضح لدى العديد من الأطراف، وأصبحت تحتاج إلى حل أو تسوية للأزمة الليبية".
وبيّن أن "خريطة الطريق ستُكتب لها فرص النجاح إذا وُجدت ضمانات بأن تكون عادلة، من خلال تقاسم السلطة والثروة، وقد تحظى العملية الانتخابية بقبول مبدئي، خاصة لدى الأطراف الساعية لكسب شرعية من خلال الانتخابات".
واستدرك بالقول: "لكن النجاح مرهون بآلية تنفيذ الخريطة، والضمانات الدولية التي يجب أن تكون ملزمة، وليس فقط عبارة عن اتفاقيات ونوايا، بل يجب أن تكون هناك عقوبات وقرارات حاسمة من قبل مجلس الأمن الدولي تكون إلزامية للأطراف الليبية".
وتجدر الإشارة إلى أن ليبيا تشهد وجود حكومتين تتنافسان على الشرعية، بالإضافة إلى مجلس نواب ومجلس أعلى للدولة (استشاري)، ما انعكس انقسامًا سياسيًا ومؤسساتيًا.
وقال المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، إن "السيدة تيتيه لا تعتمد على الأطراف السياسية ولا تنتظر استجابتهم، وهي فقط تنتظر الدعم والزخم الدولي تجاه خريطتها، والمقترح الذي سيتم اختياره من المقترحات الأربعة التي تنبثق عن اللجنة الاستشارية الأممية".
وتابع العبدلي لـ"إرم نيوز": "الشيء المهم أن السيدة تيتيه يهمها رأي الشعب الليبي، ولذلك أطلقت تصويتًا عبر موقع البعثة الأممية، وهو تصويت يحق لأفراد الشعب الليبي أن يختاروا رأيهم من بين المقترحات الأربعة، ومن المؤكد أن صوت الشعب الليبي سيتم أخذه بعين الاعتبار".
ويعتقد أن "السيدة تيتيه والبعثة ترى أن رأي الأطراف السياسية غير مهم بالنسبة لها، بل تعتبر أن هذه الأطراف، بما في ذلك مجلسا النواب والدولة والحكومتان، هي من الأطراف المعرقلة للحل في ليبيا"، وفق قراءته.