يترقب الشارع الليبي والأوساط السياسية خطة من المحتمل أن تعلن تفاصيلها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب؛ من أجل كسر الجمود السياسي الذي تُعانيه البلاد.
وأعلن الرئيس الأمريكي أن واشنطن تسعى إلى تسوية سلمية شاملة في كل من ليبيا والسودان، ما فتح الباب أمام تكهنات واسعة بشأن الخطة الأمريكية المرتقبة للتسوية في البلاد، وفرص نجاحها في حل عُقدة الأزمة.
وجاء إعلان ترامب على هامش لقائه رؤساء خمس دول أفريقية، هي الغابون، وغينيا بيساو، وليبيريا، وموريتانيا، والسنغال، في البيت الأبيض قبل أيام، لكن ترامب لم يعلن بعد تفاصيل هذه الخطة المرتقبة.
وعلّق المحلل السياسي الليبي، حسام محمود الفنيش، بأن "تفاصيل الخطة الأمريكية ما زالت غير واضحة، يمكن الإشارة إلى أن واشنطن تعمل على إعداد خطة متعددة الأبعاد بدأت بمدخل انتخابي متصل بمسار البعثة الأممية في ليبيا يهدف إلى إنجاز انتخابات شفافة ونزيهة والربط بين ليبيا والسودان وأفريقيا ضمن الصفقة الكبرى، وتركز مقاربة ترامب في ليبيا وأفريقيا على البعد الجيوسياسي والاقتصادي باعتبار ليبيا بوابة أفريقيا وقاعدة انتشار أمريكي في القارة ومسارا اقتصاديا من خلال عقد الصفقة وتحفيز المصالح الاقتصادية".
وأضاف الفنيش، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الخطة تركز أيضا على مسار أمني عسكري يرتكز على تطوير المنظومة الأمنية والعسكرية: تفكيك المجموعات المسلحة والعمل على تهيئة أرضية أمنية وعسكرية مشتركة بين شرق ليبيا وغربها، وتأمين الحدود وتنظيم ملف الهجرة".
وشدد على أن "إدارة ترامب قد تهدف أيضاً إلى عقد تسوية فوقية سريعة في ليبيا على شكل صفقة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل الخطة الأمريكية بديل عن المسار الأممي، أعتقد أنها ليست بديلا لكنها قد تتجاوزها تكتيكيا وقد تتجاوزها في حال تعطلت وتباطأت مساراتها".
وتأتي هذه التطورات في وقت يخيم الجمود السياسي على ليبيا منذ سنوات، وتحديداً منذ انهيار الانتخابات العامة في الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول 2021، لكن المخاوف متزايدة من انهيار الوضع الأمني غرب البلاد وسط تحشيد بين الحكومة والميليشيات.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية، محمد صالح العبيدي إن "تحرك ترامب يهدف إلى إحياء الدور الأمريكي في ليبيا والتصدي لتزايد النفوذ الروسي في هذا البلد المهم، سواء على صعيد انفتاحه على الساحل الأفريقي أو الثروات" وفق قوله.
وأوضح العبيدي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "فرص نجاح الخطة الأمريكية المرتقبة تبقى غير واضحة خاصة مع عدم الكشف عن معالمها الكبرى والمسارات التي ستشملها؛ السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية، لا سيما أن الميليشيات قد ترفض على سبيل المثال تفكيكها وقد ترفض الأطراف السياسية انتخابات لا تراعي مصالحها".