logo
العالم العربي

الأنظار تتجه إليه.. هل يحسم الجيش الليبي صراع ميليشيات طرابلس؟

الأنظار تتجه إليه.. هل يحسم الجيش الليبي صراع ميليشيات طرابلس؟
تحشيد عسكري في طرابلسالمصدر: (أ ف ب)
18 يوليو 2025، 5:35 م

يُثير صمت الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تجاه التوترات والتحشيدات العسكرية المتصاعدة في العاصمة طرابلس، تساؤلات متزايدة حول ما إذا كان يعتزم التدخل لحسم صراع الميليشيات المستعر في العاصمة.

ويأتي هذا في وقت تواصل فيه حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، منذ أسابيع، تحشيد قواتها تحسّباً لمواجهة محتملة مع قوات جهاز الردع بقيادة عبد الرؤوف كارة.

تحرك قريب

واتجهت الأنظار نحو الجيش الوطني الليبي عقب بيان أصدرته لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، دعت فيه إلى ضرورة "خروج جميع التشكيلات المسلحة من طرابلس وتسليم أسلحتها"، ما اعتبره مراقبون مؤشراً على إمكانية تحرك الجيش في قادم الأيام.

"دول الحزام الصحراوي"

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش الليبي يتبنى استراتيجية جديدة تهدف إلى تخليص البلاد من الإرهاب والفوضى والتبعية، التي ترسخت بفعل حكومات فاسدة تعاقبت منذ 2011، ورهنت نفسها للميليشيات ولأطراف إقليمية ودولية بهدف البقاء في السلطة واستمرار الفساد والنهب"، على حد تعبيره.

وأوضح المرعاش أن هذه الاستراتيجية "بدأت منذ أكثر من عام، ويقودها الفريق صدام حفتر، الذي نجح في تحييد واحدة من أقوى القوى الإقليمية، وهي تركيا، عبر إعادة تقييم العلاقة معها، وإقناعها بأن المصالح المشتركة بين البلدين تقتضي عودة السيادة الليبية وإنهاء الفوضى السائدة في الغرب الليبي".

وأشار إلى أن هذا التحرك هو "السبب الحقيقي وراء تغير موقف أنقرة من حكومة الدبيبة"، لافتاً إلى أن تحركات صدام حفتر لم تتوقف عند تركيا، بل امتدت لتشمل إيطاليا وفرنسا وتشاد والنيجر، ضمن ما وصفه بـ"دول الحزام الصحراوي".

استراتيجية طويلة النفس

وشدد المرعاش على أن "هذه الاستراتيجية طويلة النفس، وستستمر في استهداف دول أخرى لا تزال تمارس تدخلاً سلبياً في الشأن الليبي، عبر تصدير أزماتها الداخلية، وتغذية الصراعات، واستخدامها كورقة ابتزاز سياسي". وأضاف: "سياسة النفس الطويل قد تنجح في إقناع هذه الدول أو عزلها وتقليص تأثيرها".

وأكد أن هذا التوجه ربما يفسر صمت الجيش الوطني الليبي حيال ما تشهده طرابلس والمنطقة الغربية عموماً من سطوة حكومة الدبيبة وميليشياتها، مشيراً إلى أن "الاستراتيجيات بعيدة المدى تحتاج إلى الوقت والصبر، وإلى استغلال المعطيات والمواقف التي تظهر، وهو ما يقوم به الفريق صدام حفتر بذكاء".

واختتم المرعاش تصريحه بالقول: "نجحت هذه الاستراتيجية في فرض نفسها، لأنه وبكل أسف، أوراق الأزمة الليبية باتت بيد قوى خارجية بنسبة 90%، وإذا نجحنا في تحييد تلك القوى، فلن تصمد ميليشيات الدبيبة حتى 24 ساعة أمام قوة الجيش الوطني الليبي، الذي يتمتع الآن بجاهزية هي الأقوى منذ سنوات".

عوائق أمام الجيش

من جهته، رأى المحلل السياسي حمد الخراز أن الجيش الليبي يواجه تحديات كبيرة تحول دون تدخله المباشر لحسم الصراع في طرابلس. وقال في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش سبق أن تحرك نحو العاصمة في عام 2019، لكنه اصطدم بإرادة قوى دولية حالت دون تحقيق أهدافه".

أخبار ذات علاقة

متظاهرون يحرقون إطارات السيارات وسط طريق رئيسي في طرابلس، ليبيا

بعثات دبلوماسية في ليبيا بمرمى نيران اشتباكات طرابلس (فيديو)

وأضاف الخراز: "في الوضع الحالي، لا يمكن الجزم بأن الجيش قادر على حسم الصراع في طرابلس، إلا إذا حصل على ضوء أخضر دولي"، مشيراً إلى أن "الجاهزية العسكرية متوفرة بالفعل، لكن تدخلات خارجية سلبية لا تزال تعرقل الوصول إلى استقرار كامل في البلاد"، على حد قوله.

وتوقّع الخراز أن يمارس الجيش في المرحلة المقبلة ضغوطاً غير مباشرة، بهدف منع اندلاع حرب شاملة داخل العاصمة، والدفع نحو تقدم قوات موالية له في المناطق المحيطة بطرابلس، لردع حكومة الدبيبة عن المضي في إقصاء خصومها بالقوة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC