تتفاقم أزمة قانون تجنيد الحريديم في إسرائيل التي بدأت من عدم تصويت الأحزاب الحريدية لصالح الائتلاف الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو ومقاطعة الوزراء الذين يمثلون هذه الأحزاب لاجتماعات الكابينت والتقييمات الأمنية، وصولًا إلى التهديد بالانسحاب من الائتلاف خلال 24 ساعة إذا لم تحقق مطالبها، وبالتالي سقوط الحكومة.
وعلى خلفية هذه الأزمة المتفاقمة والتهديدات المتكررة بالانسحاب من الائتلاف رغم الصداقة القوية مع نتنياهو، لم يشارك رئيس حزب شاس الوزير السابق أرييه درعي في نقاش محدود عقده المجلس الوزاري السياسي الأمني، الليلة الماضية.
فيما هدد الحزبان الحريديان ديجل هاتوراة ويهودوت هاتوراة، بالانسحاب الفوري، مع احتمال بانسحاب شاس قبل دخول العطلة الصيفية.
ووفق التقارير العبرية، أثار غياب الحاخام درعي غير المعتاد، والذي كان يعتبر أحد أقرب الأشخاص لنتنياهو، العديد من الأسئلة حول مستقبل الحكومة وسيناريو الانتخابات المبكرة الذي بدأت كل قوى الائتلاف الاستعداد له.
وتشير مصادر إسرائيلية مطلعة على التفاصيل إلى أن غياب درعي ليس فنياً فحسب، بل ربما سياسيا أيضا ويعكس عمق الخلاف حول قضية التجنيد وتأثيرها على استقرار الحكومة.
وأفادت التقارير الليلة الماضية، أن درعي نقل رسالة إلى مسؤولي الحزب مفادها أن شاس يستعد للانسحاب من الحكومة خلال أيام قليلة.
ووفق تقرير القناة 14 العبرية أبلغ درعي أتباعه أن الحزب سينسحب من الحكومة بالتزامن مع حزب "يهودية التوراة"، وسيحاولون تشريع التجنيد الإجباري خارج الحكومة.
وأوضح درعي لمسؤولي الحزب أنهم لن يعملوا على حل الكنيست في المرحلة الأولى، وسيحاولون التدرج بتهديداتهم لتحقيق مطالبهم.
ولم يصدر موقف عن نتنياهو حيال هذا التصعيد غير التقليدي من الحريديين، خاصة من صديقه درعي، إلا أنه كان عقد اجتماعا غير معتاد مع يولي إدلشتاين رئيس لجنة الخارجية والدفاع المختص بملف قانون تجنيد الحريديم في محاولة جديدة لحل الأزمة، ودون مؤشرات واضحة للحل، وسط انتقادات حادة من أغلب المعارضة.