وصفت صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير لها، الأيام الـ100 الأولى من حكم الرئيس دونالد ترامب بأنها هادئة نسبيًا، مقارنة بما تحمله الأيام الـ100 المقبلة التي يُتوقع أن تكون حاسمة وصادمة.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين وصفتهم بـ"المخضرمين" قولهم إن الولايات المتحدة تدخل واحدة من أهم الفترات السياسية في تاريخها، وإن الأحداث القادمة ستكون "مذهلة".
وبحسب التقرير، فإن الأيام الـ100 المقبلة هي التي ستحدد بالفعل مدى نجاح ولاية ترامب الثانية، إذ ستواجه الإدارة تحديات كبرى في المحاكم، والسياسة الخارجية، والاقتصاد، تزامنًا مع انتهاء فترة تعليق الرسوم الجمركية الممتدة لـ90 يومًا.
وقال كبير استراتيجيي البيت الأبيض في بداية ولاية ترامب الأولى، ستيف بانون: "ستكون الأيام المئة القادمة الأهم في السياسة الأمريكية الحديثة، فبعد وضع أسس 4 سنوات من العمل، نشهد الآن تلاقي الأزمات في لحظة واحدة، كل شيء سيبلغ ذروته، والدراما ستكون مذهلة".
وأضافت الصحيفة أن من بين المعارك الثلاث الكبرى، يُبدي الجمهوريون حماسًا خاصًا تجاه المواجهة القضائية، معتبرين أنها معركة حول الهجرة ستُرضي القاعدة الشعبية، وتُحرج الديمقراطيين الذين يُتوقع أن يتخذوا موقفًا غير شعبي بالدفاع عن المهاجرين غير الشرعيين.
وأغلقت الإدارة الحدود لمدة 60 يومًا، وبدأت عمليات الترحيل بموجب "قانون أعداء الأجانب" الصادر عام 1798، وهو قانون استُخدم ثلاث مرات فقط في فترات الحروب الأمريكية.
ومع تصاعد التحديات القانونية، توقعت الصحيفة أن يؤدي الأمر إلى أزمة دستورية قد تصل إلى المحكمة العليا مع حلول الصيف، مما قد يضطر ترامب إلى الاختيار بين الالتزام بأحكام القضاء أو تجاهلها.
وفي الشؤون الخارجية، يسود تفاوت بشأن الحماس للصفقات التي يسعى ترامب وكبير مفاوضيه ستيف ويتكوف إلى إنجازها.
فعلى الرغم من توقيع أمريكا وأوكرانيا اتفاقية معادن الأسبوع الماضي، فإنها لم تحظَ باهتمام يُذكر، بينما لا تزال روسيا ماضية في تحركاتها داخل أوكرانيا، كما كانت منذ عودة ترامب للسلطة في يناير/كانون الثاني.
وأكدت الصحيفة أن الاستقالة المفاجئة لمايك والتز من منصب مستشار الأمن القومي كانت بمثابة تذكير بأن ولاية ترامب الثانية، رغم انضباطها النسبي مقارنة بالأولى، تبقى عرضة للانهيار الداخلي والمشاحنات.
وأشارت إلى تصاعد التوتر بين بعض حلفاء ترامب، مثل إيلون ماسك، وأعضاء في الإدارة، مما يعكس مؤشرات أولية على تآكل الانضباط داخل البيت الأبيض.
أما على الصعيد الاقتصادي، فهو أكثر ما يقلق مؤيدي ترامب، إذ عبّر أحدهم خلال احتفالات مرور 100يوم على عودة ترامب قائلاً: "ليتنا انتظرنا حتى النصف الثاني من الولاية لفرض الرسوم الجمركية"، وأضاف آخر: "نكره الرسوم الجمركية، لكن لا يمكننا الإفصاح عن ذلك علنًا".
وقال أحد كبار الشخصيات في "وول ستريت": "في ولايته الأولى، كان ترامب يُقَيم بناءً على رد فعل الأسواق، وكان خطأنا الكبير أننا ظننا أن الأمر سيتكرر هذه المرة، لكنه الآن يبدو وكأنه في حرب مع الأسواق".
وأوضح التقرير أن ترامب ربما يواجه قوة رادعة تجنبها حتى الآن، وهي الكونغرس؛ فعلى الرغم من سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ، فإن اعتماد ترامب الكبير على الأوامر التنفيذية أثار قلق بعض مؤيديه، الذين يخشون من سهولة إلغاء هذه السياسات مستقبلاً.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "ها هو الآن يُضطر للتفاوض مع الكونغرس حول حزمة ضخمة من خفض الضرائب والإنفاق، تشمل تجديد تخفيضات عام 2017، وإلغاء الضريبة على الإكراميات، وتمويل عمليات الترحيل الجماعي، وزيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير".
واختتمت الصحيفة بالسؤال: "هل ترامب، المعروف بسلوكه المواجِه وعدم اكتراثه بالعواقب، مستعدٌ فعلاً لخوض كل هذه المعارك مهما كانت الخسائر؟".