واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من التحديات التي وضعته تحت المجهر منذ لحظة تنصيبه، في 20 يناير/كانون الثاني، وكانت للاضطرابات الاقتصادية الأخيرة آثار مدمرة بشكل خاص على تراجع شعبيته.
وسلط تقرير نشره موقع "ذا هيل" الأمريكي، الضوء على أبرز 5 أخطاء ارتكبها ترامب خلال أول 100 يوم من ولايته، وهي أخطاء ساهمت في تراجع شعبيته الداخلية والخارجية.
وقال التقرير إنه ربما يكون أسوأ خطأ سياسي ارتكبه ترامب حتى الآن هو ما يُعرف بـ"رسوم يوم التحرير"، حيث أعلن عن فرض رسوم جمركية على عشرات الدول حول العالم، جاءت أثقل بكثير مما كان متوقعًا.
وفي اليوم التالي لهذا الإعلان، انهارت الأسواق المالية، واستمر التراجع؛ وسرعان ما أعلنت دول أخرى عن خطط لفرض رسوم انتقامية، فيما حذّر تجار التجزئة من ارتفاع الأسعار أو نقص في المعروض، وتوقع اقتصاديون أن تؤدي هذه الإجراءات إلى زيادة الضغوط التضخمية.
وكشفت هذه الخطوة عن مشكلة جوهرية، وهي أن الإستراتيجية الكامنة وراء هذه الرسوم غير واضحة على الإطلاق.
وفي 9 أبريل/نيسان، رضخ ترامب للضغوط المقبلة من أسواق السندات والأسهم التي وصفها بأنها أصبحت "نشطة"، وعلّق العديد من هذه الرسوم لمدة 90 يومًا.
وتسبب هذا القرار في ضرر بالغ لسمعة ترامب الاقتصادية، التي كانت في السابق من أبرز نقاط قوته.
وبحسب التقرير أنفق الملياردير إيلون ماسك قرابة 300 مليون دولار دعمًا لحملة ترامب الانتخابية العام 2024.
ويُعد ماسك، بصفته مالكًا لمنصة "إكس"، شخصية محورية بالنسبة لترامب، الذي لطالما اهتم بصورته العامة.
لكن رغم أن امتنان ترامب لدعم ماسك قد يكون مفهومًا، فإن منحه هذا القدر من النفوذ كان قرارًا مشكوكًا فيه بشدة، فقد أصبح ماسك وجهًا لحكومة شبه رسمية تتبنى سياسة تقشفية واسعة النطاق.
غير أن ماسك شخصية لا تحظى بشعبية كبيرة، وتثير تصرفاته وتصريحاته الترويجية شكوكًا كثيرة، مما يُضعف من حجة تقليص الحكومة الفيدرالية، وحتى الآن، وفقًا للتقرير، لم يحقق بروزه أي مكاسب ملموسة لترامب.
وأوضح التقرير، أن الهجرة كانت القضية الأبرز في حملة ترامب ضد كامالا هاريس، غير أن تشدده في تطبيق سياسة الترحيل أضعف من قوة حجته.
وتعود بعض أوجه المقاومة لهذه السياسة إلى صدامين قضائيين بارزين، أحدهما متعلق بقانون "الأعداء الأجانب" الصادر العام 1798، والذي استخدمه ترامب بطريقة مثيرة للجدل لتسريع ترحيل الفنزويليين.
أما القضية الثانية فتتعلق بترحيل كيلمار أبريغو غارسيا، البالغ من العمر 29 عامًا، الذي كان يعيش في ماريلاند مع زوجته وأطفاله الأمريكيين، ورغم صدور أمر من محكمة الهجرة يمنع ترحيله إلى السلفادور، إلا أن السلطات نفذت ترحيله.
وتُظهر هذه الحالات أن الانتقادات لا تأتي فقط من أقصى اليسار، كما يدّعي ترامب.
وأكد التقرير أن ترامب استهدف عددًا كبيرًا من الخصوم خلال أول 100 يوم من ولايته؛ وسعى إلى سحب التصاريح الأمنية من مكاتب محاماة تمثل أعداءه، في محاولة واضحة لإقصائها من السوق.
كما دخل في نزاع مع جامعات كبرى، مثل كولومبيا (التي رضخت)، وهارفارد (التي لم ترضخ)، متهمًا إياها بعدم الجدية في مكافحة معاداة السامية، بينما يرى منتقدوه أن في ذلك تدخلًا في الحريات الأكاديمية.
وبالإضافة إلى ذلك، أوقف خدمات الحماية الأمنية عن أشخاص اختلف معهم سابقًا، وأقال مفتشين عامين من إدارات حكومية مختلفة، ووجّه وزارة العدل للتحقيق مع اثنين من أبرز منتقديه خلال ولايته الأولى.
وتزايدت المخاوف بشأن استغلال ترامب لصلاحيات الرئاسة، ويرى كتّاب الرأي الليبراليون أنه يُشكّل تهديدًا مباشرًا للديمقراطية.
وبحسب "ذا هيل" كان أبرز حدث في سياسة ترامب الخارجية خلال أول 100 يوم من ولايته هو الحادث الذي وقع، في 28 فبراير/شباط، عندما دخل مع نائبه جي دي فانس في مشادة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل المكتب البيضاوي.
وركز ترامب وفانس على أن زيلينسكي لم يُبدِ ما يكفي من الامتنان للدعم الأمريكي المقدم لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب الروسية العام 2022، ولكن الطريقة التي جرى بها الحديث أثارت جدلًا واسعًا.
وفي وقت سابق من الشهر ذاته، بدا أن ترامب يحمّل أوكرانيا مسؤولية اندلاع الحرب، بقوله: "لا يمكنك أن تبدأ حربًا ضد دولة أكبر منك بعشرين مرة، ثم تتوقع أن يمنحك الناس بعض الصواريخ".
وختم التقرير أن هذه التصريحات تُظهر حجم الانقسام داخل المجتمع الأمريكي بشأن مستوى الدعم المستحق لأوكرانيا.