انتقد المستثمر الأسطوري وارن بافيت السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلًا إن "الرسوم الجمركية قد تكون بمثابة إعلان حرب"، معلنا في الوقت ذاته تنحيه عن إدارة شركته.
المستثمر الأمريكي، الذي يحتفي بـ60 عاماً من إدارة شركته الضخمة "بيركشاير هاثاواي"، قال إنه سيطلب من مجلس إدارتها استبداله كرئيس تنفيذي بخلفه المُعيّن، غريغ أبيل، مع نهاية العام.
وأشار بافيت إلى أنه سيظل حاضراً لتقديم المساعدة، لكن القرار النهائي يعود لأبيل، وفق ما نقلت عنه "فرانس برس".
وتحدث بافيت، البالغ من العمر 94 عامًا، في الاجتماع السنوي لمساهمي شركة "بيركشاير هاثاواي" القابضة، يوم السبت، حيث يتوق العالم المالي لسماع أي نصيحة بشأن التعامل مع المشهد الاقتصادي المضطرب الذي شكله ترامب.
ويأتي هذا الاجتماع بعد انكماش الاقتصاد الأمريكي لأول مرة منذ ثلاثة أعوام، مع اندفاع الشركات لتجنب فرض رسوم جمركية جديدة، وقد أدى ذلك إلى حالة من عدم اليقين واضطراب في سلاسل التوريد.
وفي الاجتماع الذي استمر أربع ساعات لمساهمي "بيركشاير هاثاواي"، انتقد بافيت سياسة ترامب التجارية المتشددة، دون تسميته مباشرةً، قائلًا إن فرض رسوم جمركية عقابية على بقية العالم خطأ فادح.
وأضاف بافيت: "لا ينبغي أن تكون التجارة سلاحًا"، مؤكدًا أن الرسوم الجمركية "أدت إلى نتائج سيئة".
وتابع: "إنها مجرد مواقف ظهرت. في الولايات المتحدة، أعني، يجب أن نتطلع إلى التجارة مع بقية العالم، وأن نفعل ما نجيده، وأن يفعلوا ما يجيدونه".
وحذر بافيت من أن السياسات الحمائية قد تضر بالولايات المتحدة في نهاية المطاف على المدى الطويل، خاصة بعد أن رسخت مكانتها كقوة صناعية رائدة في العالم.
وقال إنه "خطأ كبير، في رأيي، عندما يكون لديك سبعة مليارات ونصف المليار شخص لا يحبونك جيدًا، ولديك 300 مليون شخص يتباهون بطريقة ما بمدى نجاحهم، لا أعتقد أن هذا صحيح، ولا أعتقد أنه حكيم".
يأتي هذا بعد أن صرّحت شركة "بيركشاير" في تقرير أرباحها للربع الأول أن الرسوم الجمركية والأحداث الجيوسياسية الأخرى خلقت "حالة من عدم اليقين الشديد" بالنسبة للشركة.
وكان بافيت من أشد المنتقدين لرسوم ترامب الجمركية، محذرًا سابقًا من أنها قد يكون لها تأثير كارثي على المستهلكين الأمريكيين.
وفي اعتراف نادر لما يُسمى "عراف أوماها"، وهو لقب اكتسبه باعتباره أحد أنجح المستثمرين وأكثرهم متابعة في العالم، قال بافيت لنورا أودونيل من شبكة "سي بي إس نيوز" في مارس/ آذار الماضي، إن الرسوم الجمركية تُشكل "عملًا حربيًّا" و"ضريبة على السلع".
وعندما سُئل عن حالة الاقتصاد الوطني، أجاب بافيت لأودونيل بأنه لا يستطيع الحديث عن ذلك.
وقال: "أعتقد أن هذا هو الموضوع الأكثر إثارة للاهتمام في العالم، لكنني لن أتحدث عنه".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها بافيت عن أجندة ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية، ففي عامي 2018 و2019، كتب مطولًا عن النزاعات التجارية التي أثارتها سياسات الرئيس الأمريكي، محذرًا من عواقبها السلبية على الاقتصاد العالمي، وكذلك الاقتصاد الأمريكي.
