الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
يرى خبراء أن الحملة التي يقودها مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستؤدي إلى انقسام في صفوف الجمهوريين، في الوقت الذي يتم التجهيز فيه لانتخابات الكونغرس، ما قد يعرقل الرئيس الجمهوري في تنفيذ كثير من خططه وبرامجه، في حال خسارة الأغلبية لصالح الديمقراطيين.
وأوضح ساسة في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن رهان ترامب في فوز الحزب الجمهوري بانتخابات الكونغرس المقبلة، يتعلق بمحاولة تقديم إنجازات على مستوى الملفات الداخلية التي تهم الناخب الأمريكي.
في حين أشار آخرون إلى أن الديمقراطيين قد يستغلون مشهد تحرك بولتون في أوساط جمهورية ضد ترامب مما يظهر للناخبين أن هناك انقساما داخل الحزب الجمهوري، وهو ما قد يتم التعويل عليه في ولايات يستهدفها الحزب الديمقراطي بالانتخابات المنتظرة.
خلافات قديمة
ويستبعد عضو الحزب الجمهوري ورئيس مستشاري جامعة ميرلاند، الدكتور فرانك مسمار، ذهاب الخلاف الشخصي بين الرئيس ترامب وبولتون إلى انشقاق في صفوف الجمهوريين، وأن يكون لذلك انعكاسات سلبية على الحزب خلال انتخابات الكونغرس المقبلة.
ودلل مسمار على وجهة نظره، خلال تصريحات لـ"إرم نيوز"، بأن الخلافات القائمة بينهما منذ فترة الحكم الأولى للرئيس ترامب لم تؤثر على نتائج انتخابه في الولاية الثانية أو دعم الجمهوريين له.
ويقول مسمار، من الواضح أن هناك خلافات في الرأي بينهما، ولكن لا يصل تأثيرها إلى مساحة أكبر بالدوائر العامة للحزب، مستبعدا أن يكون تأثير الخلاف على مستوى واسع بالحزب الجمهوري، لاسيما أن فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية جاء في ظل وجود الصدام بينهما، ولو كان لذلك تأثير داخلي قوي ما كان قد فاز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.
صدام شخصي
وتابع مسمار أن الصدام بين الرجلين شخصي حول إدارة بعض الملفات ولا يتجاوز ذلك وسط انتقادات على بعض الوزراء مثل وزير الدفاع بيت هيغسيث وهو خلاف على أشخاص وطريقة إدارة وتوجه الحزب ولكن ترامب تأثيره أكبر من بولتون.
وبيّن مسمار أن هناك أكثر من محور لها أهمية بالنسبة للجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي، وهي الأمن الداخلي والحدود والاقتصاد، وإذا نجح ترامب في هذه الملفات مقارنة بالملفات الخارجية سيكون الأمر كافيا ليكون هناك العدد المطلوب من الجمهوريين في المجلسين.
ولفت مسمار إلى أن الناخب الأمريكي عادة ما يصوّت على ما يراه ويلمسه لاسيما ما يخص الأحداث الداخلية أكثر من غيرها، وهذا ما يركز عليه ترامب في خطاباته ومقابلاته فيما يتعلق بملفات الحدود والاقتصاد والمهاجرين والمتقاعدين العسكريين وهي في أغلبها ملفات داخلية.
أزمات كثيرة
فيما يؤكد الباحث في الشأن الأمريكي أحمد ياسين، أن الحزب الجمهوري يواجه أزمات كبيرة بسبب سياسات ترامب الداخلية والخارجية على عدة مستويات لاسيما ملف الرسوم الجمركية الذي حقق أزمات اقتصادية كبيرة، وهو ما يعول عليه الحزب الديمقراطي بشكل جيد في الفترة المقبلة واستخدام ذلك ضد ترامب ذاته الذي كان يصدر تحسين الأحوال الاقتصادية والمعيشية للمواطن الأمريكي خلال حملته الانتخابية وهو ما جاء بالعكس حتى الآن.
وأضاف ياسين في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الحزب الجمهوري يعاني في الوقت الراهن من انقسام داخلي تزداد مساحته، ويتبلور بشكل واضح في إعلان شخصيات بارزة رفضها لسياسات يتبعها وقرارت عمل عليها، وهو ما سيكون له أثر في انتخابات التجديد النصفي.
جناح بولتون
وأوضح ياسين أن بولتون على خلاف ويدخل في مواجهة مع ترامب منذ الولاية السابقة، ولكن ما يزيد ثقل الأمر على الرئيس الأمريكي والجمهوريين في انتخابات الكونغرس أن هناك من كانوا يدعمون ترامب في الانتخابات الرئاسية والآن باتوا في صدام معه بسبب سياساته وبالتأكيد انضموا للموقف الذي يتخذه شخصية سياسية مخضرمة مثل بولتون لها وجود قوي في مجريات سياسية متعددة.
واستكمل ياسين أن بولتون له ثقل في أوساط جمهورية وقيادته لجناح ضد ترامب واضح، وهو ما قد يتعامل على أساسه بشكل كبير الديمقراطيين في المرحلة القادمة لإظهار أن هناك انقساما داخل الحزب الجمهوري، وهو ما قد يتم التعويل عليه في ولايات يستهدفها الحزب الديمقراطي.