زيلينسكي: روسيا تعد لضرب مبان حكومية في كييف
تتّجه الأنظار، اليوم الأحد، إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تشهد البلاد انتخابات عامّة تبدو حظوظ الرئيس المنتهية ولايته، فوستان أركانج تواديرا، للفوز فيها بولاية ثالثة كبيرة ما قد يعزّز من نفوذ روسيا.
وكانت جمهورية أفريقيا الوسطى أول دولة في منطقة غرب ووسط أفريقيا تستقدم مجموعة فاغنر شبه العسكرية لمساعدتها في استعادة الأمن والاستقرار وذلك، في عام 2018، وهي خطوة مهدت طريق موسكو لتعزيز حضورها في دول أخرى على غرار: مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو.
ونجح تواديرا في تهدئة بعض التوترات التي كانت تقودها جماعات متمرّدة، وذلك بعد تدخّل من روسيا ورواندا كذلك لصالح حكومته، وهذا العامّ وقّع اتفاق سلام مع هذه الجماعات، فيما يواجه في هذا الاستحقاق الرئاسي 6 مرشحين آخرين.
ثروات ضخمة
وقبيل الانتخابات الرئاسية بأيام نُشرت صور للرئيس تواديرا وهو بصدد مصافحة نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وذلك في العاصمة بانغي ومدن أخرى الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً، لكنه عكس حجم التقارب بين الطرفين والدعم الذي تبديه موسكو تجاه حليفها.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد أوال، إنّ "فوز تواديرا سيمنح روسيا اليد الطولى في التحكّم في ثروات جمهورية أفريقيا الوسطى خاصة بعد إعلانه، مؤخراً، أنه سيفتح الباب أمام الوصول لاحتياطات البلاد من اليورانيوم لكل طرف مهتمّ بذلك والثابت أن موسكو ستكون أول المستثمرين في هذا المجال".
وأضاف أوال في تصريح خاصّ لـ "إرم نيوز" أنّ "روسيا منحها تواديرا حقّ الوصول إلى احتياطات البلاد من الذهب والألماس مقابل المساعدات الأمنية والعسكرية".
وتابع: "أعتقد أنه في ظلّ نجاحه في استعادة الأمن نسبياً فإنه سيسعى إلى المزيد من استرضاء موسكو إذ نجح في الفوز بولاية ثالثة، وهو الأمر المتوقع".
وشدد على أنّه "من الصعب جداً على روسيا أن تتخلى عن حليف مثل تواديرا الذي عبَّد لها طريق بسط النفوذ في أفريقيا إثر انهيار النفوذ الفرنسي والغربي بشكل عامّ".
"لذلك فإنّ فوزه يعني لها الكثير ولذلك تجنّد المئات من عناصر فاغنر لإنجاح الاستحقاق الانتخابي"، حسبما قال.
مجازفة كبيرة
وتأتي هذه الانتخابات التشريعية والرئاسية في جمهورية أفريقيا الوسطى في وقت تتواتر فيه تقارير دولية تتحدّث عن وجود توترات تتسبب فيها ميليشيات دربتها فاغنر، وفشلت عملية إدماجها في الجيش.
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، إنّ "تعزيز التعاون بين روسيا وجمهورية أفريقيا الوسطى يمثل مجازفة كبيرة لبانغي خاصة من خلال مرتزقة فاغنر الذين أكدت عدة تقارير أنهم يرفضون تسليم مهامهم إلى الفيلق الأفريقي وهذا يجعل بانغي تحت ضغوط روسية ومن فاغنر أيضاً".
وبين ديالو في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنّ "روسيا استفادت، منذ نحو 7 سنوات، من ثروات جمهورية أفريقيا الوسطى من الذهب والألماس مقابل خدمات أمنية تتمثل في حماية تواديرا وحكمه، وأيضاً تأمين تعديله الدستوري الذي قام به منذ سنوات".
وأكد بالقول: "بالتالي أعتقد أن فوز تواديرا سيجعل من روسيا حليفاً دائماً لجمهورية أفريقيا الوسطى، لكن هذا التحالف ينطوي على مخاطر كبيرة".