يستعد رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين-أرشينج تواديرا، لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في 28 ديسمبر، ساعيا للحصول على ولاية ثالثة. منذ وصوله إلى السلطة عام 2016، استطاع تواديرا، أستاذ الرياضيات السابق في جامعة بانغي، أن يبني شبكة واسعة من السياسيين ورجال الأعمال والحلفاء الأجانب، ما عزز قبضته على السلطة.
هذه الشبكة، التي امتدت إلى مختلف مستويات الدولة والاقتصاد المحلي، تمثل ميزة واضحة مقارنة بمعارضة ضعيفة الموارد مثل أنيسيت-جورج دولوغويل وهنري-ماري دوندرا، بحسب مجلة "جون أفريك".
تعتمد استراتيجية تواديرا على الجمع بين الدعم المالي والسياسي، فقد أمّن مانحون كبار خزائن حزبه قبل الانتخابات، بينما تعمل شبكة المقربين من الرئيس، بدءًا من سيمبليس ماثيو ساراندجي، مدير الحملة وأحد أقدم أصدقاء الرئيس، إلى رئيس ديوانه أوبيد نامسيو، على إدارة جدول أعماله ومتابعة شؤون السياسة والاقتصاد اليومية.
يضاف إلى ذلك دور العقيد جولز وانانغا في الحماية الشخصية، إلى جانب الحلفاء الروس والروانديين الذين يدعمون أمن الرئيس.
تشكل الدائرة الداخلية للرئيس أساس استراتيجيته الانتخابية. فإلى جانب ساراندجي ونامسيو، يشغل فيليكس مولوا، رئيس الوزراء التكنوقراطي، موقعا حيويا باعتباره مستشارا موثوقا، بينما يلعب ساني يالو دور الممول الرئيس للحزب الحاكم "حركة القلوب المتحدة"، متحكما في جمعيات الدعم الحزبي والحملات الانتخابية.
إلى جانب هؤلاء، يشارك عدد من الوزراء ورجال الاقتصاد في إدارة ملف العلاقات الخارجية والمالية، لا سيما مع رواندا، حيث يقود باسكال بيدا كويغبيلي، وزير الأشغال العامة، زيارات دورية إلى كيغالي لتقوية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية.
ويضطلع هيرفيه ندوبا وريتشارد فيلاكوتا بملف المالية والاقتصاد والعلاقات مع المؤسسات الدولية، بينما يتركز اهتمام رودولف هيريتيه دونينغ على الشباب ووحدات مكافحة الفساد.
كما يُعد فيديل غواندجيكا شخصية مؤثرة قديمة، ساعدت في صعود تواديرا خلال فترة حكم فرانسوا بوزيزي؛ ما يجعله مستشارا لا يُقدّر بثمن في بانغي.
تشمل شبكة الدعم أيضا رجال أعمال محليين وأجانب؛ ومن أبرزهم عائلة نصور اللبنانية، التي تسيطر على قطاع الماس، وساني يالو الذي تولى تمويل الحملات الانتخابية، بالإضافة إلى سيدة الأعمال الصينية تشاو باومي، التي تُعرف بـ"ملكة التعدين" في البلاد، وتربطها علاقات وثيقة ببريجيت تواديرا، زوجة الرئيس.
استند تواديرا في تعزيز صورته خلال حملته إلى جهود استعادة الأمن النسبي في البلاد؛ حيث يعتمد الرئيس على وزير الداخلية هنري وانزيت لينغيسارا للتنسيق مع الحلفاء الروس، بما في ذلك قوات فاغنر وفيلق أفريقيا.
ويكمل الأمير بوريل ياونغا ييكو، المستشار الأمني والاستخباراتي، وفريق يضم زيفيرين مامادو، رئيس أركان القوات المسلحة، وبيانفينو زوكوي، قائد الشرطة، شبكة الأمن الداخلي للرئيس.
تلعب العلاقات الروسية دورا محوريا في السياسة الأمنية للبلاد، من خلال شخصيات مثل ديمتري سيتي، الزعيم السابق لفاغنر في بانغي، ودينيس بافلوف من جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية (SVR)، الذين يسهلون الانتقال إلى "فيلق أفريقيا" تحت إشراف موسكو؛ ما يعزز حضور النفوذ الأجنبي ضمن الدولة.
في المجمل، يشكل تواديرا نموذجا لرئيس يعتمد على شبكة متشابكة من الحلفاء السياسيين والاقتصاديين والأجانب؛ ما يمنحه تفوقا انتخابيا واضحا مقارنة بالمعارضة التقليدية.
ومع ذلك، يبقى اختبار الانتخابات المقبلة فرصة لقياس مدى قدرة هذه الشبكات على الحفاظ على الاستقرار السياسي وتحقيق وعود التنمية في جمهورية أفريقيا الوسطى، في ظل تحديات اقتصادية وأمنية معقدة.