مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
تسارعت وتيرة الأحداث في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد أن سيطرة حركة "أم 23" المتمرّدة، يوم أمس الخميس، على مدينة أوفيرا الواقعة في إقليم جنوب كيفو، التي يقطنها نحو 700 ألف نسمة.
وبحسب تقارير لوسائل إعلام محليّة، فإنّ قوات "أم 23" بدأوا التحرّك صوب بلدة كافينقيرا الواقعة على الحدود مع بوروندي، ومن المحتمل أن تكتسب هجمات الحركة زخمها، خاصّة أن مدينة أوفيرا إستراتيجية، حيث تقع على ضفاف بحيرة تانغانيقا، علاوة على أنها تقع على الطريق الحدودي مع بوروندي.
وتثير هذه التطورات المتسارعة تساؤلات حول ما إذا كان ذلك سيطيح باتفاق واشنطن للسلام، خاصة أن وزارة الخارجية الرواندية اتهمت بوروندي والكونغو الديمقراطية بخرقه.
وقبل أيّام وقّعت رواندا مع الكونغو الديمقراطية اتفاق سلام برعاية أمريكية في العاصمة واشنطن، في خطوة أشاعت أجواء من التفاؤل بشأن إنهاء النزاع، الذي تشهده مناطق شرق الكونغو.
وقال المحلل السياسي الكونغولي، إيريك إيزيبا، إنّ "اتفاق السلام الموقّع في واشنطن هشّ، وأعتقد أن رواندا من خلال مواصلة دعمها لحركة أم 23 تسعى إلى إنهاء هذا الاتفاق، وهو أمر بالغ الخطورة حيث باتت الحركة بسيطرتها على أوفيرا قريبة جداً من الحدود البوروندية".
وأشار لـ"إرم نيوز" إلى أنّ "على الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على رواندا من أجل وقف دعمها العسكري والسياسي الذي تقدمه إلى حركة أم 23 لإنهاء الحرب".
وشدد إيزيبا على أنّ: "سقوط أوفيرا يشكل منعرج خطير للغاية على الأمن القومي للمنطقة، لأن حركة أم 23 ستصبح تهديداً جدّياً لبوروندي، وبالتالي يجب ردع هذه الميليشيا لمنع استمرار تمددها وذلك إذا كانت الولايات المتحدة، والمجتمع الدولي، لديهما جدّية في مساعيهما لوقف الحرب في البلاد".
بدوره قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد الحاج عثمان، إن "زحف قوات حركة أم 23 على مدن جديدة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية يعكس قوة عودة الوضع هناك إلى نقطة الصفر في ظل غياب ضمانات حقيقية لإرساء الاستقرار".
وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "اتفاق واشنطن كان يهدف إلى تجميد الصراع مؤقتاً وليس حله، وأعتقد أن على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تبذل المزيد من الجهود لإعادة الاستقرار إلى الكونغو الديمقراطية لأن عوامل الصراع كثيرة ومتداخلة بين ما هو سياسي وتاريخي واقتصادي مرتبط بالمعادن الموجودة في شرق هذا البلد".