استولى المتمردون المدعومون من رواندا، اليوم الأربعاء، على مدينة "أوفيرا" الساحلية في الكونغو الديمقراطية، وهي المدينة التي كانت المقر المؤقت للحكومة الإقليمية منذ سقوط بوكافو، وفق ما أفادت "جون أفريك".
ونقلت المجلة عن مصادر حكومية كونغولية تأكيدها أن ثاني أكبر مدينة في جنوب كيفو، شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، باتت تحت سيطرة المتمردين.
من جانبه، أعلن لورانس كانيوكا، المتحدث باسم "تحالف القوى من أجل التغيير/حركة 23 مارس"، عبر إذاعة محلية: "نؤكد تحرير مدينة أوفيرا". وأضاف: "نحن موجودون في أوفيرا، وهذا ليس هجومًا، بل دفاعا عن النفس. لقد جئنا لتحييد التهديد من منبعه، وقد تراجع الآن إلى ماكوبولا. وتنتشر قواتنا لتأمين السكان المنكوبين"، وفق تعبيره.
وأفاد تقرير المجلة نقلا عن بعض السكان بسماعهم دويّ إطلاق نار وقصف في بعض الأحياء، لكنهم أكدوا أن المدينة لم تشهد اشتباكات عنيفة.
وقال زعيم سياسي لمجلة "جون أفريك": "تجوب قوات الجيش الكونغولي وميليشيات وازاليندو الخارجة عن السيطرة الشوارع، إلى جانب متعاونين مع العدو"، وأضاف: "إنها فوضى عارمة بين السكان المرعوبين. هناك نزوح جماعي للسكان باتجاه بوروندي ومدينة باراكا في إقليم فيزي".
ووفق "جون آفريك"، يثير وجود حركة "تحالف القوى من أجل التغيير/حركة 23 مارس" قرب بوجومبورا مخاوف من اتساع رقعة الصراع إقليميًا، على الرغم من إصرار برتراند بيسيموا، زعيم الحركة، على أنه لا ينوي مهاجمة بوروندي، التي أغلقت حدودها مع جمهورية الكونغو الديمقراطية.
لكن الاستيلاء على مدينة أوفيرا، ذات الأهمية الاستراتيجية، يمنح جبهة تحرير الكونغو/حركة 23 مارس، منفذاً حيويا على بحيرة تنجانيقا والمقاطعة التي تحمل الاسم نفسه، والواقعة جنوباً.
وفي اليوم السابق، حثت الولايات المتحدة وأعضاء آخرون في مجموعة الاتصال الدولية لمنطقة البحيرات العظمى، برئاسة ألمانيا، حركة إم 23 وقوات الدفاع الرواندية على "الوقف الفوري للعمليات الهجومية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، خاصة في جنوب كيفو".
كما دعت المجموعة قوات الدفاع الرواندية إلى "الانسحاب من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية". من جانبها، تنفي كيغالي أي مسؤولية عن القتال الدائر وتتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية بانتهاك وقف إطلاق النار.
ويتوقع أن يعطي سقوط مدينة أوفيرا، أو "مدينة المقاومة والسلام"، كما يقول شعارها، في أيدي المتمردين، وإعلانهم الاستيلاء على مبنى البلدية، فضلا عن مبنى المحافظة؛ وهو مبنى ضخم يُلقب بـ "البيت الأبيض"، دفعة معنوية لهم لمواصلة التقدم، في وقت يشكك فيه كثيرون بنجاح اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا في كبح هذا الصراع المحتدم.