الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

"أوفيرا" كلمة السر.. حمم المعارك في الكونغو تطرق أبواب بوروندي ورواندا

عناصر في "إم 23" المتمردةالمصدر: رويترز

تبددت الأوهام الدبلوماسية على ضفاف بحيرة تنجانيقا التي تتوسط دولا أفريقية تشهد نزاعات مسلحة، لم تكبحها الوساطات.

وبعد أقل من أسبوع على اتفاقية واشنطن بين كيغالي وكينشاسا، سقطت مدينة أوفيرا الاستراتيجية في أيدي متمردي حركة "23 مارس" بدعم من رواندا، في هجوم خاطف يدفع المنطقة إلى حافة حرب شاملة.

وكثّف متمردو حركة "23 مارس" هجومهم في جنوب كيفو، واستولوا على عدة بلدات على الحدود مع بوروندي، التي تقاتل إلى جانب جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأثار هذا التقدم من جانب الجماعة المتمردة مخاوف من امتداد الصراع إلى الدول المجاورة.

أخبار ذات علاقة

مؤتمر السلام الذي استضافه ترامب لزعيمي الكونغو ورواندا

رواندا تتهم الكونغو وبوروندي بـ"انتهاكات متعمدة" لعملية السلام

وشنّت الجماعة المتمردة هجومًا واسع النطاق في سهل روزيزي، وهي منطقة جغرافية تشكل حدودًا طبيعية تفصل جمهورية الكونغو الديمقراطية عن بوروندي ورواندا.

وبعبارة أخرى، هي موقع استراتيجي قد يتصاعد فيه القتال إلى صراع إقليمي، حيث يزداد هذا الاحتمال ترجيحًا نظرًا إلى أن القوات البوروندية تقاتل إلى جانب القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، وفق ما يكشفه مطلعون أفارقة على الوضع الميداني.

ويؤكد مصدر دولي موثوق مطلع على الأمر، أن أمر الهجوم على أوفيرا، "صدر على أعلى مستوى في الدولة الرواندية حتى قبل الرابع من ديسمبر/كانون الأول".

ويشير مصدر آخر، طلب عدم الكشف عن هويته، إلى استخدام "أجهزة تشويش إشارات متطورة، وقاذفات صواريخ متعددة، وقذائف هاون موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي عيار 120 ملم، وطائرات مسيّرة" في ساحة المعركة خلال الأيام الأخيرة.

مواقع تتهاوى

واعتبارًا من 10 ديسمبر/كانون الأول، سقطت عدة مواقع على طول الحدود بين بوروندي والكونغو، وهي لوفونجي، حيث تم التغلب على تحصينات القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية والجيش البوروندي، ومعسكر التدريب العسكري الذي تحتله الآن حركة تحالف القوى من أجل التغيير "23 مارس"، ومدينة سانجي التي تبعد حوالي 30 كيلومترًا عن أوفيرا.

وأكدت مصادر إعلامية كونغولية وقوع اشتباكات عنيفة، حيث دوّت أصوات إطلاق النار من أسلحة ثقيلة في المنطقة، مشيرة إلى أن بلدتي كامانيولا وكاتوغوتا، اللتين لا تزالان تحت سيطرة متمردي حركة "23 مارس"، تشهدان إخلاءً تدريجيًا لسكانهما.

أما بلدة لوفونجي، الواقعة في سهل روزيزي، فقد هُجرت من سكانها منذ يوم الجمعة الماضي.

 

وتشير تقديرات مصادر محلية موثوقة، إلى أن نحو 80% من السكان يتجهون نحو بلدة سانجي ثم مدينة أوفيرا الواقعة جنوبًا، بهدف العبور إلى بوروندي، إذ يحاولون الفرار من القتال المستعر منذ 3 أيام بين المتمردين والقوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويتزايد القلق في بوروندي، حيث صرّح وزير الخارجية إدوارد بيزيمانا بأن تقدم المتمردين جزء من خطة "للسيطرة على أوفيرا والتوجه نحو كاليمي قبل عيد الميلاد".

أوفيرا.. كلمة السر

وتمثل السيطرة على أوفيرا، التي أصبحت العاصمة المؤقتة لمقاطعة كيفو الجنوبية بعد سيطرة حركة "إم 23" على بوكافو، انتصارًا كبيرًا للجماعة المتمردة.

وتعد المدينة مركزًا لوجستيًا عسكريًا للقوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، كما تشكل بوابة إلى كاليمي ومقاطعة تنجانيقا.

وبحسب تحليل خبراء، فإن سقوط أوفيرا من شأنه أن يخلّ بشكل كبير بالتوازن الأمني في المنطقة، وسط خشية العديد من المراقبين من امتداد الصراع ليشمل بوروندي ورواندا بشكل مباشر، وهو احتمال قد يحطم عمليات السلام الهشة الجارية.

واتهمت بوروندي جارتها رواندا، التي تتهمها جمهورية الكونغو الديمقراطية والأمم المتحدة بدعم حركة "23 مارس"، صراحةً بشن هجمات مباشرة على أراضي البلاد، كما جاء على لسان وزير الخارجية البوروندي، بينما تفيد الأنباء بمقتل ما لا يقل عن 20 جنديًا في اشتباكات على الأراضي الكونغولية خلال الأسبوع الماضي.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العملية الدبلوماسية، فمن المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المحادثات بين الوفد الكونغولي ووفد حركة "23 مارس" في الأيام المقبلة في الدوحة بوساطة قطرية.

ومنذ عودة حركة "23 مارس" للظهور في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فرّ ما لا يقل عن 120 ألف لاجئ كونغولي من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى بوروندي. ويشكل هذا الوضع ضغطًا هائلًا على قدرة بوروندي على استقبال اللاجئين.

بدوره يندد الرئيس البوروندي إيفاريست ندايشيميي باستمرار بـ"طموحات رواندا للهيمنة" في منطقة البحيرات العظمى.

ويوم الاثنين، اتهم الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي كيغالي بـ"انتهاك التزاماتها" التي قطعتها في واشنطن.

أخبار ذات علاقة

جنود معتقلون من القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

بين الكونغو وبوروندي ورواندا.. سقوط أوفيرا ينذر باندلاع حرب إقليمية

وندد في خطابه السنوي للأمة قائلًا: "في اليوم التالي للتوقيع مباشرة، نفذت وحدات من القوات الدفاعية الرواندية هجمات بأسلحة ثقيلة ودعمتها». ويضيف: «كل هذه المعدات وهذه العمليات تتجاوز قدرات حركة إم 23".

ويسلط أحدث تقرير لخبراء الأمم المتحدة بشأن جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذي سيُنشر قريبًا، الضوء على "استمرار انتشار القوات الرواندية خارج حدودها، وتعزيز وجودها في مقاطعتي كيفو الشمالية والجنوبية، حيث تتمركز على خطوط المواجهة وتشارك بشكل مباشر في القتال".

ويقدّر الخبراء أن ما بين 6 إلى 7 آلاف جندي رواندي يمثلون لواءين وكتيبتين من القوات الخاصة، منتشرون في المقاطعتين. وتواصل كيغالي إنكار وجودها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مكتفيةً بالاعتراف بوجود "تدابير دفاعية" على حدودها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC