مع توقع وصول إنتاج أفريقيا من النفط إلى 7 مليارات برميل بحلول نهاية 2025، تتزايد الحاجة إلى تحديث الممرات التجارية لضمان إمدادات طاقة موثوقة للدول غير الساحلية.
فقد موّل بنك التنمية الأفريقي منذ عام 2015 نحو 25 ممرا للنقل عبر القارة، بما يشمل 18 ألف كيلومتر من الطرق، و27 مركزا حدوديا، و16 جسرا؛ ما يعكس أهمية البنية التحتية لتعزيز التكامل الاقتصادي والنقل الفعال للمنتجات البترولية المكررة.
يمتد ممر لوبيتو بطول 1300 كيلومتر لربط ميناء لوبيتو في أنغولا بمنطقة حزام النحاس الغنية بالمعادن في جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا.
ويُعَدّ هذا الممر بديلا أقصر وأكثر كفاءة من الطرق الجنوبية لنقل النحاس والكوبالت والمعادن الأساسية الأخرى.
وفي أغسطس 2025، أطلقت شركة زيسكو مشروعا مشتركا مع مجموعة أنزانا لتوفير الشبكة الكهربائية لما يقارب مليوني زامبي على طول الممر بحلول 2030.
وتشمل الاستثمارات الحالية أكثر من 550 مليون يورو لتحديث البنية التحتية للسكك الحديدية وعرباتها.
ومن المتوقع أن يتضاعف حجم الشحنات بحلول 2026، مع خطط طويلة المدى للوصول إلى 1.5 مليون طن سنويا، مع دراسات لتوسيع الخط إلى زامبيا.
يربط ممر دوالا-نجامينا ميناء دوالا في الكاميرون بمدينة نجامينا في تشاد وبانغي في جمهورية أفريقيا الوسطى. يلعب الممر دورا محوريا في استيراد المنتجات النفطية المكررة إلى هاتين الدولتين غير الساحليتين.
في مارس 2025، خصص بنك التنمية الأفريقي حوالي 330 مليون يورو لإعادة تأهيل مقطع نغاونديري-غاروا، بينما استثمر الاتحاد الأوروبي 40 مليون يورو لتقليل التكاليف والتأخيرات؛ ما يعزز قدرة الدول على ضمان الإمدادات واستقرار سوق الطاقة المحلية.
يعد هذا الممر التجاري محورا استراتيجيا لتصدير الوقود والمنتجات المكررة إلى مالي وبوركينا فاسو غير الساحليتين. ويشمل المشروع تمهيد طريق ديما-سانداري بدعم البنك الدولي لتحسين الوصول، تقليل أوقات العبور، وخفض تكاليف النقل.
هناك أيضا اهتمام بتمديد خطوط السكك الحديدية بين داكار وباماكو لدعم نقل خام الحديد والبضائع السائبة؛ ما يعزز كفاءة التجارة ويساعد في تعزيز الربط الاقتصادي بين دول غرب ووسط أفريقيا.
يعتبر ممر شرق أفريقيا، الذي يربط ميناء مومباسا الكيني بأوغندا ورواندا وجنوب السودان، شريانا حيويا للتجارة والنقل.
ويشمل الممر حاليا خط أنابيب للمنتجات البترولية المكررة بين مومباسا ونيروبي؛ ما يقلل الاعتماد على شاحنات الوقود، مع خطط لتوسيع السكك الحديدية لنقل البضائع السائبة بكفاءة أكبر.
يعزز هذا الممر التكامل الإقليمي، ويخفض التكاليف وأوقات النقل، كما يدعم صادرات المعادن ويضمن توزيع المنتجات البترولية المكررة إلى الدول غير الساحلية؛ ما يعزز أمن الطاقة في شرق أفريقيا.
يمتد هذا الممر بين نيجيريا وبنين والنيجر، ويعد حيويا لقطاع التعدين في النيجر لتصدير الذهب واليورانيوم، كما يدعم استيراد المنتجات النفطية المكررة إلى النيجر وشمال نيجيريا.
في إطار مبادرة البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي، يهدف مشروع كفاءة عمليات الممر الممول من مؤسسة تحدي الألفية للتنمية إلى خفض تكاليف النقل، تبسيط الإجراءات الجمركية، وتحديث عمليات النقل.
ويستفيد من هذا المشروع أكثر من 1.6 مليون شخص عبر تحسين حالة الطرق وتعزيز فعالية الربط الإقليمي.
تشكل هذه الممرات الخمسة العمود الفقري للأمن الطاقي في أفريقيا، حيث توفر حلولًا مستدامة لتوزيع المنتجات البترولية المكررة وربط الدول غير الساحلية بالأسواق.
ومع الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب، تعزز هذه الممرات التكامل الإقليمي، وتقلل من التكاليف والاعتماد على الخارج؛ ما يضع أفريقيا على طريق نمو اقتصادي مستدام وأمن طاقي متين.