تسعى الولايات المتحدة والفلبين إلى تعزيز التعاون العسكري في شمال الفلبين، عبر تفقد مشترك لقاعدة عمليات أمامية جديدة في مقاطعة باتانيس الاستراتيجية، في خطوة تأتي وسط تصاعد التوترات مع الصين حول تايوان.
تقع جزر باتانيس في أقصى شمال الفلبين، على مضيق لوزون الحيوي؛ ما يمنحها أهمية بالغة في منع وصول البحرية الصينية إلى المحيط الهادئ خلال أي نزاع محتمل، بحسب مجلة "نيوزويك".
ويعطي قربها من جنوب تايوان الولايات المتحدة موقعاً استراتيجياً يمكن أن يحد من أي محاولات غزو محتملة للجزيرة، التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها وتسعى لتوحيدها بالقوة إذا لزم الأمر.
في المقابل، عززت الصين وجود خفر السواحل في المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين؛ ما زاد من حدة التوترات الإقليمية.
انضم مسؤولون أمريكيون، بينهم الملحق الجوي العقيد ويليام هربرت، إلى قائد قيادة شمال لوزون الفلبينية، الفريق أرسطو غونزاليس، لتقييم قاعدة العمليات الأمامية التي افتتحت في جزيرة باتان في 28 أغسطس 2025.
وأوضح الجيش الفلبيني أن التقييم شمل "التضاريس التشغيلية، ظروف البنية التحتية، والجدوى الاستراتيجية لدعم أنشطة الدفاع المشتركة والقابلة للتشغيل البيني".
وتشير صور الأقمار الصناعية إلى تقدم ملحوظ في الموقع منذ أواخر 2023، بما في ذلك بناء مهابط للطائرات الهليكوبتر، ورصيف صغير، ومنحدر لإطلاق القوارب.
كما أفادت تحليلات "نافال نيوز" بأن المنشآت قد تكون مجهزة لاستضافة صواريخ براهموس الأسرع من الصوت، المصنعة في الهند، بالتزامن مع نشر منظومة الصواريخ الأمريكية المضادة للسفن NMESIS للتدريب مع القوات الفلبينية.
حذرت الصين الفلبين من استضافة أنظمة صواريخ أمريكية وأخرى مثل NMESIS، واصفة عمليات النشر بأنها "تدمير ذاتي"، في مؤشر على التوتر المتصاعد بين بكين ومانيلا.
ويعتبر الباحث جايمي أوكون، من مشروع مراقبة الأمن في تايوان بجامعة جورج ماسون، أن التوسع الأمريكي في باتانيس، بما يشمل بناء مدارج وموانئ إضافية، "يمكن أن يعقد عمليات الطوارئ الصينية تجاه تايوان"، مشيراً إلى رغبة بكين في "إغلاق نقطة الدخول هذه أمام الولايات المتحدة".
من جانبه، أقر الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن بأن دور بلاده في مواجهة محتملة بشأن تايوان سيكون "أمراً لا مفر منه" نظراً للموقع الجغرافي للبلاد والعدد الكبير من العمال الفلبينيين المقيمين في الجزيرة؛ ما يضع مانيلا وواشنطن في قلب الصراع الإقليمي المحتمل.