logo
العالم

تخوضها الجماعات المسلحة.. حروب الاستنزاف تُرهق جيوش الساحل الأفريقي

تخوضها الجماعات المسلحة.. حروب الاستنزاف تُرهق جيوش الساحل الأفريقي
جنود ماليونالمصدر: أرشيفية
31 مايو 2025، 6:31 م

يُثير تصاعد الهجمات في منطقة الساحل الأفريقي تساؤلات حول ما إذا كانت الجماعات المسلحة قد دخلت في "حرب استنزاف" مع الجيوش المحلية والسكان، خاصة في مالي وبوركينا فاسو، حيث شهد البلدان هجمات دامية في الآونة الأخيرة.

وقبل أيام قليلة، قُتل نحو 40 جندياً في هجوم استهدف قاعدة عسكرية في منطقة ديورا بمالي، فيما قُتل 260 جندياً في هجومين منفصلين.

كما سيطرت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" على قرى جديدة، ما يزيد من الضغط على قوات الأمن والجيش في البلاد.

أخبار ذات علاقة

الجيش المالي

مالي.. عجز الجيش يُبقي مدناً تحت حصار المتشددين وإعداماتهم

صعوبات بالغة

وتشهد منطقة الساحل الأفريقي نشاطاً مكثفاً لجماعات مسلحة تتبنى أفكاراً متطرفة أو انفصالية، في وقت تواجه فيه الجيوش المحلية صعوبات بالغة في استعادة السيطرة على المدن والقرى التي تفقدها.

وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، بأنّ "ما يحدث يعكس توجهاً واضحاً ومحسوباً من قبل الجماعات المسلحة التي تحاول إضعاف الجيوش المحلية وإظهار عجزها عن التصدي للهجمات".

وأضاف ديالو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "هذا الأمر يهز صورتها أمام الرأي العام، الذي كان يترقب إنجازات بعد الوعود التي أطلقتها المجالس العسكرية الحاكمة في المنطقة".

وتابع أن "هذه الجماعات أصبحت أكثر جرأة، خصوصاً من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي بات لها نفوذ غير مسبوق في دول مثل بوركينا فاسو ومالي والنيجر".

وشدد على أن "معضلة الأمن تحوّلت في الأشهر الأخيرة إلى ما يشبه العقدة بالنسبة للمجالس العسكرية، التي لم تعد قادرة على تحقيق مكاسب ميدانية تُذكر، ما أدى إلى تآكل شعبيتها ووضعها في مأزق حقيقي، لا سيما مع استمرار تقدم الجماعات المسلحة ودخولها في تحالفات يصعب تفكيكها مستقبلاً".

عجز السلطات

وتتزامن هذه التطورات مع انسحاب فرنسا من منطقة الساحل، واستبدالها بروسيا، الحليف غير المتوقع للمجالس العسكرية التي صعدت إلى السلطة مؤخراً.

ورغم تعهد هذه المجالس باستعادة الأمن والاستقرار والقضاء على "الإرهاب"، فإنها لا تزال عاجزة عن تحقيق تلك الأهداف.

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، إن "ما تقوم به الجماعات المسلحة يمثل حرباً نفسية ضد السلطات الانتقالية، إذ تكشف هشاشتها وعجزها عن حماية نفسها وجنودها، والأهم من ذلك حماية المدنيين الذين لا يزالون هدفاً لعمليات الخطف والانتهاكات".

وأضاف كايتا، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أنه "على سبيل المثال، اختُطف قبل أيام عمدة بلدية كونا وسط مالي، دون أن تُعلن أي جماعة مسؤوليتها عن العملية، وهذا يعكس صورة سلبية عن المجلس العسكري في مالي، رغم القبضة الحديدية التي يبديها عاصمي غويتا ورفاقه" وفق تعبيره.

أخبار ذات علاقة

زعيم المجلس العسكري في مالي

أقره المجلس العسكري.. ضغوط لإجبار مالي على التراجع عن حل الأحزاب

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC