logo
العالم

وسط أزمات مركبة.. بوركينا فاسو تنوّع شراكاتها الخارجية

وسط أزمات مركبة.. بوركينا فاسو تنوّع شراكاتها الخارجية
تراوري مع بوتينالمصدر: رويترز
29 مايو 2025، 1:09 م

يقود المجلس العسكري في بوركينا فاسو، بقيادة إبراهيم تراوري، جهودًا من أجل تنويع شراكات البلاد الخارجية، وذلك بعد أعوام من استيلائه على السلطة، وقطع العلاقات مع فرنسا وبقية القوى الغربية.

ووقعت وزارة الخارجية البوركينابية مذكرتي تفاهم مع نظيرتها التركية، الأولى تتعلق بـ"التعاون في مجال البروتوكول"، والثانية بشأن "إنشاء آلية للتعاون السياسي".

وجاء هذا التوقيع على هامش زيارة عمل أجراها نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دوران إلى واغادوغو.

أخبار ذات علاقة

وزيراء خارجية النيجر ومالي وروسيا وبوركينا فاسو

بصفقة "ذهب بوركينا فاسو".. هل بدأت روسيا جني الثمار في الساحل الأفريقي؟

تقارب كبير

يأتي ذلك بعد أسابيع قليلة من زيارة تراوري إلى روسيا، حيث عقد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تمحورت حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين موسكو وواغادوغو، خاصة في مجالي الأمن والتنمية.

وفي هذا الإطار، علق المحلل السياسي البوركينابي، عيسى مونكايلا، على الأمر بالقول، إن "هناك تقارب كبير لافت بين بوركينا فاسو وروسيا وتركيا، وهو تقارب في اعتقادي تفرضه التطورات الأمنية التي تعرفها البلاد إثر تصاعد الهجمات بشكل يجعل الحكومة تفكر في تعزيز ترسانتها العسكرية، وهي مهمة لا يمكن القيام بها بدون تعاون مع موسكو وأنقرة".

وأضاف مونكايلا، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "تركيا زودت في وقت سابق بوركينا فاسو بطائرات مسيرة من نوع بيرقدار، بينما تتواتر التقارير بشأن وجود مئات العناصر من الروس الذين ينتمون إلى شركات أمن خاصة من أجل المساعدة في تأمين كبار الشخصيات، وبالتالي هناك تقارب كبير بين هذه الأطراف على حساب التحالف التقليدي مع الغرب".

وشدد على أن "الحكومة الانتقالية تواجه ضغوطًا متزايدة من أجل الإيفاء بوعودها، خاصة فيما يتعلق باستعادة الأمن والاستقرار؛ لذلك هي تتحرك لتعزيز تحالفاتها الخارجية بشكل يتيح لها تحقيق أهدافها والوعود التي قطعتها".

أخبار ذات علاقة

وزير خارجية بوركينا فاسو كاراموكو جان ماري تراوري

بوركينا فاسو: الشراكة مع روسيا "تلائمنا أكثر" من فرنسا

صراع نفوذ

وتشهد بوركينا فاسو هجمات متصاعدة تشنها تنظيمات مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بـ"القاعدة"، وتعاني البلاد من أزمات اقتصادية ومالية وسياسية، حيث لا يزال الغموض يلف الانتخابات العامة.

وبهذا السياق، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، إن "هذه التحركات تكشف عن صراع نفوذ غير معلن بين روسيا وتركيا في بوركينا فاسو، وفي منطقة الساحل الأفريقي بشكل عام".

وأضاف إدريس، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن بوركينا فاسو تحاول الاستفادة من هذا الصراع بأكبر قدر ممكن، فمثلًا هي تدرك أن روسيا بإمكانها مساعدتها على مستوى القمح والحبوب، وقد أرسلت موسكو في وقت سابق آلاف الأطنان من الحبوب إلى واغادوغو.

وتابع: "في المقابل، تلعب تركيا دورًا هامًّا في تحديث المنظومة العسكرية في بوركينا فاسو من خلال تزويد الجيش بمسيرات وأسلحة أخرى، وهو أمر قد يساعد واغادوغو على الحد من نفوذ الجماعات المسلحة في هذا البلد".

وأكد أن "بوركينا فاسو تحاول تغيير تحالفاتها، فهي تقوم باستبدال فرنسا بشركاء جدد".     

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC