رأى خبيران، أن منح المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو ترخيصا لتعدين الذهب لشركة "نوردغولد" الروسية، يُعطي إشارة واضحة مفادها أن روسيا قادرة على تنويع شراكاتها مع دول الساحل الأفريقي.
ويتعلق الترخيص بمنجم الذهب "نيو"، ويُغطي مساحة تبلغ 52.8 كيلومترا، ويقدر الإنتاج الإجمالي للمنجم بنحو 20.8 طن من الذهب على مدى 8 سنوات.
وتشهد بوركينا فاسو منذ عام 2015 هجمات من قبل جماعات مسلحة ومتشددة، التي نجحت بشكل كبير في تعزيز نفوذها مستفيدة من هشاشة الجيش، الذي لجأ إلى إنشاء ميليشيات مؤخرا لدعمه.
واستعانت المجالس العسكرية في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر بدعم من روسيا في محاولة لتقليص نفوذ الجماعات المسلحة التي تنشط في المنطقة، وذلك إثر موجة من الانقلابات العسكرية في منطقة الساحل الأفريقي.
واعتبر الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الإفريقية، إبراهيم كوليبالي، أن "هذا التطور مهم في مسار العلاقات بين روسيا وبوركينا فاسو من جهة، وروسيا ودول الساحل الأفريقي من جهة أخرى، خاصة أن قوات الجيش المالي مدعومة من فاغنر تسعى لاستعادة السيطرة على شمال البلاد وإذا ما تم ذلك فسيعني سيطرة موسكو أيضاً على ذهب شمال مالي".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "المشروع في بوركينا فاسو من المقرر أن يضخ نحو 88 مليون دولار في خزينة الدولة، وهو أيضا رقم مهم في ظل مساعي الدولة للخروج من المأزق الاقتصادي الذي تعانيه منذ سنوات".
وأشار الخبير كولييالي أن "مثل هذه المشاريع ستوفر مواطن شغل للكثير من العاطلين عن العمل في بوركينا فاسو ستشمل نحو 200 وظيفة بحسب التقديرات الحكومية".
وشدد على أن "هذه الخطوة تبعث أيضاً بإشارة واضحة مفادها أن روسيا قادرة على تنويع شراكاتها مع دول الساحل الأفريقي، خاصة أن هذه المنطقة فيها أكثر من 15 منجما لإنتاج الذهب وهو رقم مهم بالنسبة للشركات الطامحة للنشاط في تعدين الذهب".
بدوره قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، إن "هذه الخطوة تعكس بالفعل بداية روسيا جني ثمار التحالف السياسي والعسكري، الذي تقيمه منذ سنوات مع دول الساحل التي انسحبت من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وهي مالي والنيجر وبوركينا فاسو".
وبيّن لـ"إرم نيوز" أنه "مؤخرا عقدت قمة بين روسيا وهذه الدول، ويبدو أنها سرعت بالفعل في منح هذا الترخيص في انتظار ما ستفرزه في قادم الأيام خاصة أن هناك تناغما على مستوى الرؤى بين تراوري والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يتطلع إلى تعزيز نفوذ بلاده في أفريقيا".