وزير الإعلام اللبناني: الجيش سيباشر تنفيذ خطة بسط سيادة الدولة وفق الإمكانات المتاحة والمحدودة
تواجه مدن وقرى بأكملها في مالي حصاراً من قبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة، وسط فشل الجيش في تحقيق أي تقدم أو مكاسب ميدانية، تحد من نفوذ الجماعة التي يتزعمها إياد آغ غالي.
ووجّه سكان مدينة سولاي الواقعة في إقليم سيغو وسط البلاد، نداءات إلى السلطات الانتقالية من أجل التحرك لفك الحصار الذي تفرضه عليهم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين منذ أسابيع عدة.
ويعاني سكان قرية ديافارابي الواقعة في منطقة موبتي من حصار مشدد من قبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وكانت هذه القرية شاهدة على إعدامات ميدانية نفذها في وقت سابق الجيش بحق نشطاء ومدنيين بحسب إذاعة "فرنسا الدولية" التي ذكرت ذلك في وقت سابق، ما دفع الجيش المالي إلى فتح تحقيق في الأمر.
معاناة متزايدة
يذكر أن مالي تشهد هجمات متزايدة وسط مساعٍ من المجلس العسكري بقيادة آسيمي غويتا، الذي وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري، لاستعادة الأمن والاستقرار.
وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول، إن "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين اكتسبت زخما غير مسبوق في هجماتها وتحركاتها الميدانية".
وأضاف: "هذا أمر يشجعها على فرض حصار وترهيب السكان المحليين في عدة قرى ومدن لا لشيء إلا لإظهار عجز وضعف السلطات الانتقالية وإحراجها أمام الرأي العام، وأيضا لكسب المزيد من الأنصار والعناصر التي يقع استقطابها".
وأضاف ديالو، لـ"إرم نيوز"، أن "عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين يقدَّرون الآن بالآلاف، واللافت أنهم يتحركون بحرية شبه تامة في مالي، وهم يتسببون في معاناة متزايدة للسكان الذين يعانون أصلا من التهميش والفقر والظروف الاقتصادية الصعبة".
وشدد على أن "المساعدات الإنسانية والغذائية لا تدخل بالشكل المطلوب إلى السكان الذين يجدون أنفسهم في مواجهة الموت، سواء بسبب غارات وهجمات للجيش أو بسبب عدم إدخال المساعدات لهم".
اختبار جدي
وقبل أشهر، شنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين واحدا من أعنف وأخطر هجماتها وهو الذي استهدف العاصمة المالية، باماكو، في خطوة وصفها كثير من المراقبين بأنها استعراض لقوتها.
وقال المحلل السياسي المالي، إبراهيم ديارا، إن "ما تقوم به الجماعة الإرهابية يشكل اختبارا جديا لقدرة السلطات الانتقالية وحلفائها الخارجيين، سواء روسيا أو غيرها على إضعافها وشل قدراتها خاصة أنها أصبحت أكثر جرأة ومكراً في تحركاتها وهجماتها".
وأشار ديارا، لـ"إرم نيوز"، إلى أن "المشكلة تكمن في أن الجيش مشتت بين مواجهة الأزواديين في شمال مالي، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيمات أخرى شرق وغرب ووسط البلاد؛ وبالتالي جهوده مشتتة ومنقسمة بشكل كبير".
ولفت إلى أن "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تحاول استغلال هذه المعطيات بشكل كبير، وشن هجمات دموية وخنق مدن بأكملها بشكل يجعل الشارع المالي يشعر كأن المجلس العسكري بعيد كل البعد عن تحقيق وعوده".