ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
شهدت منطقة موبيتي وسط مالي حادثة دامية، حيث نفّذت جماعة مسلحة هجومًا عنيفًا على معسكر ديورا، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 جنديًا من الجيش المالي.
وتكررت مثل هذه الهجمات في المنطقة، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار، وتصعيد العنف ضد قوات الأمن.
وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم.
وأفادت المصادر الأمنية والمدنية التي كانت على تماس مباشر مع الموقع أن الهجوم أسفر عن خسائر فادحة في القاعدة العسكرية، مع تدمير معدات وأسلحة، ووقوع خسائر في الأرواح.
كما نشرت الجماعة المسلحة مقاطع فيديو تُظهر فيها مقتل عدد من جنود الجيش المالي، مع عرض للأسلحة والمركبات التي تم الاستيلاء عليها من الموقع، الذي كانت قد تلقت فيه القاعدة تعزيزات لوجستية العام الماضي، بعد هجوم مماثل قاده مقاتلو الطوارق، مما يعكس تصاعد التوترات والأحداث في المنطقة.
ويرى الأكاديمي والباحث المختص بالشأن الأفريقي، منصر كمال، أن منطقة وسط مالي تواجه تحديات أمنية متفاقمة نتيجة النشاط المتصاعد للجماعات المسلحة، التي تستهدف، بشكل متكرر، القوات النظامية.
وأضاف كمال، لـ"إرم نيوز"، أن هذا التصعيد يشير إلى ضعف السيطرة الحكومية، وصعوبة حماية المنشآت العسكرية رغم التعزيزات المتكررة.
وبين أن تكرار الهجمات، وتعقيدها، يعكسان تناميًا في القدرات العملياتية للتنظيمات المتشددة، وجماعة نصرة الإسلام التي تستغل الطبيعة الجغرافية الوعرة والتوترات العرقية لفرض نفوذها، كما تسهم هشاشة البنية الأمنية في تسهيل تنفيذ الهجمات، وسرعة انسحاب المنفذين دون القبض عليهم.
وفي السياق نفسه، قال كمال إنه في ظل هذه الأوضاع تجد السلطات المالية نفسها أمام معضلة أمنية مزدوجة تتمثل في ضرورة تعزيز الحضور العسكري من جهة، وبناء الثقة مع المجتمعات المحلية من جهة أخرى، خاصة في مناطق تشهد اختلاطًا بين المجموعات السكانية، وتنافسًا على الموارد.
من جانبها، قالت الكاتبة والمحللة المهتمة بالشأن الأفريقي، سامية عبد الله، إن مالي تعيش في ظل تحديات سياسية حادة ومضطربة منذ سنوات، وتفاقمت بعد الانقلابات المتتالية التي أضعفت مؤسسات الدولة، وأربكت المشهد السياسي.
وأشارت "عبد الله"، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذا الاضطراب السياسي خلق فراغًا في السلطة سهّل تحرك الجماعات المسلحة، كما أثر سلبًا على جهود الحوار الوطني والمصالحة.
وبينت أن رقعة الإرهاب توسعت في البلاد، خاصة في المناطق الوسطى والشمالية، حيث تنشط جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش.
وأوضحت "عبد الله" أن المسلحين يستغلون حالة الضعف السياسي والانقسام المجتمعي لتعزيز سيطرتهم، وتجنيد السكان المحليين، كما أن غياب الاستقرار السياسي يؤثر على جهود التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب، ويحد من فاعلية التدخلات العسكرية والأمنية.
