جماعة "نصرة الإسلام" تسيطر على قاعدة للجيش المالي

وضعت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي السلطات الانتقالية في مالي بقيادة آسيمي غويتا أمام امتحان صعب، بإعلان الجماعة سيطرتها على قاعدة عسكرية للجيش المالي في منطقة ديورا وسط البلاد. 

 وخلّف الهجوم، الذي تمت خلاله السيطرة على هذه القاعدة، العشرات من القتلى في صفوف الجيش المالي الذي يواجه أصلا متاعب متزايدة في خضم تصاعد الهجمات التي تشنها الجماعات المتمردة والمتطرفة.

وقالت الجماعة في بيان إن مقاتليها تمكنوا من الاستيلاء على "6 آليات عسكرية و4 رشاشات من عيار 14.5 ملم، و5 رشاشات دوشكا، إضافة إلى 13 بندقية بيكا و4 قاذفات آر بي جي و57 بندقية كلاشينكوف".

قوة أكبر

ويتزعم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إياد آغ غالي، الذي كان قد توعد قبل أشهر بإلحاق الهزيمة بالمجالس العسكرية في منطقة الساحل الأفريقي، ومن بينها المجلس العسكري في مالي الذي لا يزال يسعى إلى استعادة السيطرة على أراضيه.

وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول إن "ما تقوم به جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وخاصة هجومها الأخير يكشف عن القوة التي باتت تتمتع بها، حيث نجحت في تعزيز قدراتها العسكرية والاستخبارية بما مكنها من شن هجمات دموية سواء في بوركينا فاسو أو مالي أو بنين".

وتابع ديالو في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "هذه الهجمات تضع المجلس العسكري في مالي في مأزق حقيقي إذ تكشف عن ثغرات في منظومته الأمنية والعسكرية، وهذه الثغرات تحسن استغلالها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي هي الفاعل الرئيسي الآن في منطقة الساحل الأفريقي، لكن هجماتها تظل دموية أكثر في مالي".

وشدد على أنه "في ظل عدم القيام بمراجعات للسياسة الأمنية والعسكرية فعلى الأرجح ستواصل الجماعة هجماتها، وهي الآن بصدد التحول إلى التحدي الأكبر بالنسبة للجيش المالي الذي لم ينجح بعد في استعادة عافيته رغم شرائه كما هائلا من المعدات العسكرية من دول مثل روسيا وتركيا".

استغلال أوضاع السكان

ويأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من هجوم آخر شنته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في بوركينا فاسو المجاورة لمالي، حيث أوقع 200 قتيل من جنود الجيش البوركينابي.

 وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، إن "النجاح اللافت لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين ليس الهجمات في حد ذاتها بل قدرتها على استقطاب المزيد من الأنصار والعناصر، وذلك من خلال استغلال أوضاع السكان المحليين الذين يعانون في مالي وبوركينا فاسو فقرا وتهميشا متزايدا".

وبين كايتا في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "هذه الهجمات، شأنها شأن عمليات الاستقطاب، تضع الجيش المالي أمام اختبار جدي، وأعتقد أن خسائره الأخيرة قد تزيد من تعقيد مهمته خاصة عندما يتعلق الأمر بسقوط قواعد عسكرية بمعداتها بيد الجماعة الإرهابية".