تنتهج جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم "القاعدة" الإرهابي تكتيكًا عسكريًا وميدانيًا جديدًا يخلق ضغطاً متزايداً على حكومة مالي، بحسب ما ذكر محللون.
وأشار المحللون في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن الجماعة، التي تسعى إلى ترهيب السكان وجعلهم يستسلمون للأمر الواقع، باتت طرفاً قوياً لا يستهان به في المعادلة العسكرية في مالي.
وبدأت الجماعة توسيع الحصار الذي تُطبقه على العديد من المدن لتشمل مناطق مثل ليري، في خطوة تفاقم الفوضى الأمنية التي تشهدها مالي، التي يحاول جيشها استعادة سيطرته على كامل البلاد.
وتسعى الجماعة إلى تضييق الخناق على القوات المحلية في العديد من المناطق في تكرار لسيناريو "تمبكتو"، التي تمت محاصرتها إلى حين استسلام القوات النظامية فيها، وتسليمها إلى تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين.
وبدأ حصار ليري في الـ29 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن يمتد إلى مدن أخرى على غرار كوليكورو، حيث تسعى الجماعة إلى إخضاع تلك المدن بالقوة.
ومن غير الواضح ما إذا كانت لدى السلطات المحلية القدرة على فك الحصار، الذي تفرضه الجماعة على مدن بأكملها، خاصة أن طرق الإمداد قُطعت ما يُصعّب إمكانية إدخال مساعدات لتلك المناطق.
وقال المحلل السياسي والعسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، إنه "من الواضح أن السلطات المحلية غير قادرة على التصدي لعناصر الجماعة، التي أظهرت قدرات عالية في شن هجمات دموية ومحاصرة مدن بأكملها وقطع منافذ مثل الجسور والطرق البرية، ما يضع تلك المدن أمام خطر كبير".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أنه "من الواضح أيضًا أن هدف الجماعة هو معاقبة السكان على تزويدهم قوات الأمن والجيش بمعلومات مهمة وتعاونهم المتقدم معها"، مبيّنًا أن الجماعة "تسعى إلى ترهيب السكان وجعلهم يستسلمون للأمر الواقع، وهو أن الجماعة باتت طرفاً قوياً لا يستهان به في المعادلة العسكرية في مالي".
ورجّح إدريس أن "يخلق ذلك وضعا مأساويا خاصة مع تزايد حركة النزوح في ظل اشتداد المعارك بين القوات الحكومية في مالي وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي لم تلتزم بأي خطوط حمراء في مواجهتها مع السلطات، رغم درايتها أن ذلك سيعرض قادتها لعقوبات قاسية على المدى البعيد".
وتعرض مئات الآلاف إلى التهجير والنزوح في مالي بسبب اشتداد المعارك بين الجماعة من جهة، والمتمردين الطوارق والقوات الحكومية من جهة أخرى.
بدوره، قال المحلل السياسي المالي، قاسم كايتا، إن "الجماعة تنتهج تكتيكًا عسكريًا وميدانيًا جديدًا يخلق ضغطاً متزايداً على الحكومة والمجتمعات المحلية"، موضحًا أن ذلك "التكتيك أثمر لها مكاسب، أهمها خضوع بعض السكان الذين أصبحوا متعاونين مع الجماعة".
ولفت لـ"إرم نيوز" إلى أنه "مع الأسف طيلة الفترة الماضية نجحت الجماعة في استغلال المواجهة بين الطوارق والجيش لتوسيع نفوذها ومواقعها بشكل أتاح لها شن مثل هذه الأعمال غير المشروعة، وهي محاصرة السكان وتركهم من دون إمدادات غذائية وغير ذلك".