اعتبر خبراء، أن جيش مالي وجه ضربة قاسية لتنظيم "داعش" بعد اعتقال القيادي البارز أحمد أغ ديتا، وهو مسؤول عن توفير الدعم المالي واللوجيستي والعسكري للتنظيم في البلاد.
ويتمتع القيادي ديتا، الذي جرى اعتقاله ومعاونيه في محافظة ميناكا في شمال شرق مالي على الحدود مع النيجر، بشبكة علاقات واسعة بين دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو..
ويتمثل دوره في إدارة الأموال، التي تتدفق على "داعش" من الخارج، علاوة على دعم التنظيم لوجيستيًا.
وتأتي العملية الخاطفة في وقت تلقى فيه الجيش المالي وحلفاؤه من مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية انتكاسات متتالية بعد هجمات دموية شنتها الجماعات المسلحة المتمردة وأيضاً "داعش"؛ ما يثير تساؤلات حول تأثير العملية على الجيش.
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، إنه "يستهدف على الأرجح تجفيف منابع تنظيم داعش خاصة أن الجيش المالي يدرك هذا القيادي معروف بإثقال كاهل السكان بالضرائب؛ إذ يقوم بجمع أموال ضخمة يمول بها تنظيمه وهي أموال مخصصة لشراء معدات عسكرية".
وبيّن في تصريح، لـ"إرم نيوز"، أن "العملية تشكل أيضا رسالة لجنود الجيش المالي مفادها أنهم قادرون على إلحاق خسائر ضد الجماعات المسلحة واستعادة السيطرة على المناطق التي تحتلها هذه الجماعات وخاصة المتطرفة منها مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم داعش".
وشدد ديالو على أن "العملية خاطفة وتمت وسط تكتم كبير حولها من شأنها أن تعطي دفعة قوية لعمليات الجيش المالي رغم الضربات الموجعة التي تلقاها في الأشهر الماضية، وقد يسعى إلى توسيع عملياته في الأيام المقبلة لاستغلال هذا الزخم واعتقال قادة آخرين أو قتلهم".
ورجح أن "تكون العملية حافزاً لعمليات عسكرية جديدة للجيش المالي الذي يتطلع لاستعادة هيبته بعد الخسائر الأخيرة".
وبدوره قال المحلل السياسي المالي، قاسم كايتا، إن "العملية هي استمرار لجهود يبذلها الجيش المالي من أجل ردع الجماعات الإرهابية وهي جهود لا تخلو بالفعل من مخاطر مثل مقتل جنود من الجيش، لكن المهم هو أن يبعث برسالة إلى تلك الجماعات أنه يواصل مطاردتها حتى تحرير البلاد".
وأضاف في تصريح، لـ"إرم نيوز"، أن "التنظيمات، خاصة داعش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أصبحت تسيطر على مناطق وتفرض قوانين خاصة بها هناك؛ لذلك كان على الجيش أن يتحرك بسرعة في مواجهة ذلك".
ومضى كايتا قائلًا: "لا أعتقد أن الجيش له مآرب سياسية من خلال هذه العملية أو غيرها بل هو يقوم بدوره، خاصة عندما نتحدث عن مواجهة تنظيمات إرهابية".