الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
أثارت اجتماعات مشتركة عقدها الاتحاد الأوروبي مع الاتحاد الأفريقي، لكنها استثنت كونفيدرالية الساحل، التي تتألف من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تساؤلات حول ما إذا كان ذلك سيقود إلى اتساع الفجوة بينها وبين بروكسل.
ويتحضر الاتحاد الأفريقي والأوروبي لعقد قمة مشتركة ستجمع رؤساء دول وحكومات القارة السمراء، التي تشهد تراجعًا للنفوذ الغربي مقابل تعزيز روسيا لحضورها بشكل كبير في دول مثل غينيا الاستوائية، النيجر، مالي، بوركينا فاسو، وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وبحسب تقارير أفريقية، فإن الاتحاد الأفريقي هو الذي لم يوجه دعوة لدول الساحل التي دخلت في قطيعة مع القوى الغربية، وفي مقدمتها فرنسا، التي اضطرت لسحب قواتها من العديد من الدول، مثل النيجر ومالي وغيرهما.
وتركزت المباحثات بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي حول الوضع الأمني والسياسي مع تنامي الصراع في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأيضًا في الساحل الأفريقي، إذ تشهد المنطقة تصاعدًا للهجمات التي تشنها الجماعات المتطرفة والمتمردة.
وفي هذا الإطار، علق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، بالقول إن "هذا الاستثناء يعكس تزايد القطيعة بين دول الساحل الأفريقي والتكتلات الإقليمية، وأبرزها الاتحادين الأفريقي والأوروبي"، لافتًا إلى أن هذه القطيعة تصب في مصلحة روسيا التي ترسخ وجودها العسكري والأمني هناك.
وأضاف إدريس، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الحضور الأوروبي في أفريقيا تعرض لانتكاسات متتالية في السنوات الأخيرة، من خلال طرد القوات الفرنسية وغيرها من دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد". وقال إن "هذه الانتكاسات تزيد من التباعد بين بروكسل ودول كونفيدرالية الساحل".
ويرى إدريس أن "العلاقات بين كونفيدرالية الساحل الأفريقي والاتحاد الأوروبي تواجه مصيرًا غامضًا بالفعل"، مؤكدًا أن "على التكتل الأوروبي مراجعة سياساته ومواقفه، خاصة أن هناك شعورا متزايدا بأن هذا التكتل لا يزال يتبنى خطابًا استعماريًا".
تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الشركات الأوروبية تنشط في أفريقيا عمومًا، وفي دول الساحل بشكل خاص، ومن غير الواضح ما إذا ستنجح هذه المحادثات في ترميم العلاقة بين بروكسل وكونفيدرالية الساحل.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، إن "الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إعطاء زخم جديد لعلاقاته مع دول الساحل الثلاث، لكن فرص نجاحه في ذلك تبدو ضئيلة، خاصة في ظل الخطاب التصعيدي الذي لا يزال يتبناه قادة هذه الدول".
وأشار كايتا، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن "الاتحاد الأوروبي الآن يطمح أيضًا إلى الحفاظ على استثماراته في مجال المعادن، مثل الليثيوم واليورانيوم والذهب وغيرها".
وأكد أن "هذه الاستثمارات باتت مهددة الآن بسبب القطيعة السياسية والدبلوماسية بين دول الساحل والتكتل الأوروبي".