قال خبراء إن إعلان فنزويلا عن وقوفها على خطة مزعومة وضعها متطرفون لمهاجمة مجمع السفارة الأمريكية المغلقة في كاراكاس بمتفجرات، يحمل عدة تداعيات في ظل الأزمة الواقعة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو.
وذهب الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذه الواقعة إمّا أن تكون مفتعلة من حكومة مادورو لتقديم أوراق اعتمادها لواشنطن وتخفيف حدة التوتر، وتقديم رسالة غير مباشرة لواشنطن تقول فيها حكومة كاراكاس إنها على استعداد لحماية المصالح الدبلوماسية والسياسية وغيرها للجانب الأمريكي في حديقتها الخلفية بالبحر الكاريبي.
وأضاف الخبراء أو أنها من تدبير المعارضة الفنزويلية لتأجيج الصراع وإشعال نار الأزمة القائمة بشكل أكبر، لتفخيخ العلاقة أكثر بين كاراكاس وواشنطن.
وكانت فنزويلا قد حذّرت، مؤخراً، من خطة مزعومة وضعها متطرفون لمهاجمة مجمع السفارة الأمريكية المغلق في كاراكاس بمتفجرات، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين البلدين بسبب نشر واشنطن سفناً عسكرية في البحر الكاريبي.
وقال رئيس الجمعية الوطنية ووفد فنزويلا للحوار مع الولايات المتحدة، خورخي رودريغيز، في بيان، إن الولايات المتحدة حذّرت عبر "3 قنوات مختلفة من تهديد خطير" من جانب مجموعات يمينية تتظاهر بأنها من أتباع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وأضاف رودريغيز: "من خلال عملية زائفة أعدّتها قطاعات متطرفة من اليمين المحلي، هناك محاولات لزرع متفجرات مميتة في السفارة الأمريكية في كاراكاس".
ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل، إن حالة التصعيد في المواجهة بين إدارة ترامب وحكومة مادورو تأخذ تطورات متسارعة، وقد تأتي بمتغيرات مع ما أُعلن عنه من واقعة السفارة الأمريكية المغلقة في كاراكاس.
وأفاد ميخائيل، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، بأن هناك تصعيداً في المواجهة بين إدارة ترامب وحكومة مادورو، مع تصدّر تساؤلات حول الخطوات المقبلة في ظل هذا التوتر، ومدى رضا ترامب بالدبلوماسية أم الذهاب إلى العمل على إسقاط النظام هناك.
واستكمل ميخائيل بالقول إن، وبحسب التقارير، هناك مخاوف عالية المستوى في فنزويلا وقلق وتوتر، وقد يكون تهديد السفارة الأمريكية في كاراكاس مُدبّراً، ولكن يجب وضع ذلك في الاعتبار أن هناك قطاعاً كبيراً في الشعب الفنزويلي معاديا للولايات المتحدة.
وتابع ميخائيل أن أجواء التوتر ستستمر بعد أحداث، منها الهجوم على قوارب فنزويلية بحكم أنها تحمل مخدرات أو شحنات تراها واشنطن غير قانونية، مشيراً إلى أن التوتر سيسود العلاقات بين الطرفين، والأمور غامضة حتى اللحظة، وقد يكون هناك استهداف لمصالح أمريكية، وينتظر خروج تصريحات من ترامب على خلفية هذا الوضع.
فيما اعتبر المختص في شؤون أمريكا اللاتينية، بلال رامز بكري، أن هناك خيوطاً متداخلة فيما جرى، مؤخراً، من تحذير فنزويلا واشنطن من وجود مؤامرة تعمل على تفخيخ وضرب السفارة الأمريكية في كاراكاس، وقد قامت الحكومة الفنزويلية بإبلاغ البيت الأبيض بذلك عبر وسيط أوروبي، بالكشف عن عملية تستهدف تفجير السفارة الأمريكية في العاصمة الفنزويلية، ليأتي ذلك كتطور جديد يحاصر الأزمة بين البلدين.
وأضاف بكري، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه من الصعب للغاية الجزم بمن يقف وراء هذه الحادثة، حيث من الممكن أن تكون مفتعلة من حكومة مادورو لتقديم أوراق اعتمادها للولايات المتحدة، وتخفيف حدة التوتر في الكاريبي، وكأنها رسالة غير مباشرة لواشنطن تقول فيها حكومة كاراكاس إنها على استعداد لحماية المصالح الدبلوماسية والسياسية وغيرها للجانب الأمريكي في حديقتها الخلفية.
وهناك احتمال آخر، بحسب بكري، أن المعارضة الفنزويلية قامت بهذا العمل لتأجيج الصراع وإشعال نار الأزمة القائمة بشكل أكبر لتفخيخ العلاقة أكثر بين كاراكاس وواشنطن، لكنه يستبعد ذلك.
وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها منذ العام 2019، حيث لا وجود لدبلوماسيين أمريكيين في سفارة الولايات المتحدة في كاراكاس، والأمر يقتصر على بعض الموظفين لتسيير الأعمال بدون أي تمثيل دبلوماسي رفيع المستوى بين الدولتين.
ويعتقد بكري أن ما خرج عن وجود مؤامرة لتفجير السفارة الأمريكية في كاراكاس يدل على ألاعيب السياسية الخفية وافتعال الأحداث لمآرب تحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية، ومحاولة تقديم رسائل مبطّنة من طرف إلى آخر، في إشارة إلى فنزويلا.
وفسّر ذلك بأنه في ظل عدم وجود أدلة قاطعة أو براهين واضحة بخصوص هذه الواقعة، وبالعودة إلى تاريخ مادورو، فإنه من غير المستبعد افتعال حكومة كاراكاس هذه الحادثة لاستثمارها إعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً، وأن تكون من تأليف وإخراج مادورو، بغية استغلال هذه الواقعة لصالحه مع إدارة ترامب في ظل تعقّد العلاقات إلى أسوأ حال.